متحف شمال كارولاينا الفني: ترجمة لنجاحات Tom Phifer

11

منذ أن كانت فكرة المنزل الجيد عبارة عن آلة بالنسبة للمعماري والمصمم السويسري- الفرنسي Le Corbusier ومنذ أن بنى المعماري الأمريكي Robert Venturi واحداً لأمه، كان المنزل هو المكان الرئيسي للتصادم الحميم بين النظرية المعمارية وسلسلة أحداث الحياة اليومية.

ومع هذا ناضل مختلف المصممين أمثال Breuer و Gehry من أجل ترجمة النجاح الأهلي إلى عملٍ ذو طاقةٍ متكافئةٍ على نطاق الأفق والمشهد الطبيعي.

وربما كان مثل هذا الشيء قدراً للمهندس المعماري Tom Phifer -شريك التصميم السابق في شركة Richard Meier الذي تم الاحتفاء بشركته الصغيرة نسبياً (Thomas Phifer and Partners منذ عام 1996 في نيويورك)- بفضل سلسلة من المنازل المنجزة والمشهورة جداً، وخاصة تلك البارزة على طول محور Taghkanic-Sagaponack الريفي في محيط نيويورك المستخدم لقضاء عطلات نهاية الأسبوع.

وفي هذه المباني، توحي الانحرافات التعبيرية على العناصر الفعالة تقنياً مثل الحواجز الواقية من المطر والمظلات الشمسية بتعقيدٍ مادي مدهش للزجاج والمعدن وبالتوتر المُنتِج بين الحجم المتآلف والسطح الخفيف.

كما قام جناح حرمٍ حديثٍ في جامعة Rice بتوضيح هذه الاستراتيجيات بفخامة أكثر نوعاً ما. ولكن Phifer ارتقى بمستواه الآن إلى مؤسسة مدنية مستدامة تتمثل في متحف شمال كارولاينا الفني (NCMA).

وباعتباره إضافةً قائمةً بذاتها على مقر المتحف الموجود في Raleigh (تصميم Edward Durell Stone القيم هندسياً والمبني عام 1983)، يقدم هذا المبنى الجديد مساحة 65,000 قدم مربع من مساحة العرض الدائمة على مستوى طابق أرضي مفرد، ومساحة خدمة ثالثة في الأسفل.

وهو عبارة عن صندوق كبير ذو إزالاتٍ ضيقة عند حوافه التي تحولت إلى ساحات وحدائق نحتية وفناءات مائية. هذا وكان محيط الصندوق أكمداً بينما كانت قواطعه شفافة، حيث وصلت نفوذية الأسطح على بعضها البعض إلى نسبة (50:50)، بينما ينتج العمق الذي تمتد فيه الفتحات المخططة بالزجاج إلى داخل الخطة ضوءاً مذهلاً ونوراً في الداخل.

وعلاوةً على ذلك، هناك تأثيرات ذكية أخرى، فالواجهة الأمامية المحيطية التي يشبه مظهرها الخارجي الرمادي الباهت الاسمنت المتآلف، هي حقاً عبارة عن حاجز واقي من المطر من تصميم Phifer -التركيب المناقض للحالة الجيدة للصفائح المطلية بأكسيد الألمنيوم والتي تميل إلى الداخل بينما ترتفع إلى 26 قدم على الواجهة الأمامية، لتتداخل مع بعضها مثل الألواح المتداخلة في الخطة. وضمن كل تداخل ألواح متناقص تدريجياً، يوجد سطح من الستاليس تيل العاكس والصقيل، وبهذا عندما تتم مشاهدته بشكلٍ مائلٍ وخاصةً لدى الحركة، يومض المتحف بصرياً مقابل المنتزه القريب ومنطقة صف السيارات.

وفي النقطة الثانية والأكثر واقعية، يميز سقف المساحات الداخلية تنظيماً من صناديق الفيبرجلاس المتينة والمصممة على غرار شكل وحيد القرن، والتي تحدد أساساتها المستطيلة قياس مساحات العرض بـِ 27×7 قدم، في حين تم تصميم قممها على شكل فتحات سقف غير بيضوية تماماً.

وقد خدمت هندستهم الشكلية الجذابة كأساس لواجهة متحف Pentagram، بينما قامت الحواجز النسيجية الخفيفة للكثافات المتنوعة بتعديل الداخل بدقة متيحةً دخول ضوء النهار إلى المنطقة الواقعة تحت هذه الملاقف. ولكن تأثيرهم الأساسي يعد ذو عمقٍ غير محدد وعديم الظل بطريقة غريبة، فهو عبارة عن منظر طبيعي علوي متقلب ومتغير الشكل.

وربما حاول مبنىً جدلياً أكثر أو ربما ذا انعكاس ذاتي أكبر أن يوجه هذه العناصر والتأثيرات نحو بعضها البعض بحثاً عن فكرة كبيرة وهامة. وعلى الأرجح يراعي هذا الشيء مبدأ الفن الذي تتضمن نقاط تركيزه طاقماً حديثاً ومتيناً مؤلفاً من الرسام الأمريكي Motherwells والرسامة الأمريكية Frankenthalersوالرسام الأمريكي المعاصر Diebenkorns، وهو موضع فخر بالنسبة إلى النحات الفرنسي Rodins و مجموعة منتجات Judaica اليهودية ذات العظمة الرقيقة.

وهكذا لا يمكن لأحد أن يستنتج إذا ما كان سيتراكم أو كيف سيتراكم ليتحول إلى أكثر من مجرد مجموع تأثيرات إلا إذا تابع تطور المبنى في جميع مراحله الزمنية.

ولكن التأثير الأكثر ربما يكون عادلاً واقتصادياً تماماً كما يمكن أن يكون بصرياً أو بنائياً، وهذا طبعاً لأن المتحف حر. حيث تأتي طوابقه -كالمنتزه النحتي الممتد على 164 فدان والمتوازن بين الانقسام والتبادل الشبيه بنبتة البرسيم ذات الأوراق الأربعة- غير مسيجة ومتقاطعة بخطوط متشابكة مع المسارات التي تشق طريقها داخل شبكة أكبر عبر المشهد الطبيعي شبه الريفي في Raleigh.

هذا ويمتلك المبنى نفسه مدخلاً رئيسياً كبيراً بشكل كافٍ ومحدداً بمظلةٍ لامعةٍ، إلا أنه يمكن للزوار أن يزوروه من نقاط أخرى عبر الساحات المحيطية الزجاجية.

إقرأ ايضًا