هل سبق لك أن سمعت بمزرعةٍ فنيةٍ من قبل؟

2

تمتلك مدينة Encino في كاليفورنيا العديد من المنازل العائدة لمنتصف القرن، إلا أن ضاحية لوس أنجلوس التي تحمل اسم San Fernando Valley تعد بحاجةٍ ماسةٍ إلى تصاميم أكثر حداثة.

ولكن بانتقالنا بالسيارة على منعطف Sapphire Drive، سيزول هذا الانطباع حتماً، حيث يربط هذا التطور الجديد بين الستينيات من القرن العشرين والعصر الحالي بشكلٍ مثيرٍ، وهو عبارةٌ عن معرضٍ من الزجاج والفولاذ أُضيفَ على مزرعة Edward H. Fickett، وهذه الإضافة هي من عمل شركة Xten Architecture للعمارة، التي يديرها الزوجين Austin Kelly و Monika Häfelfinger.

أما مالكي المنزل الأصليين فهما المحامي والعضو السابق لمجلس متحف لوس أنجلوس للفن المعاصر Fred Reisz، وزوجته Julie اللذان يملكان طفلين اثنين فقط. وقد بدأ الزوجين حياتهم بصورةٍ واضحةٍ عن احتياجاتهم، حيث أرادوا مكتباً منزلياً وغرفةً للعائلة، كما أرادوا مساحةً لمجموعةٍ فنيةٍ ناشئةٍ لأسماء مثل Robert Mapplethorpe و Uta Barthو Hiroshi Sugito، ليمتلأ بذلك المنزل الرئيسي الممتد على مساحة 3000 قدم مربع.

إلا أن ما لم تمتلكه عائلة Reiszes هو صورةٌ بديهيةٌ أو فكرةٌ أوليةٌ حول أي مهندس معماري سيختارون. وبدلاً من ذلك، بدؤوا باختيار شركةٍ واضعين مسألة الصداقة مع الفنان في الدرجة الأولى من سلم أولوياتهم، ثم عملية الشراء بالمرتبة الثانية.

هذا وقد كان لتشجيع الزبون وانفتاحه الفضل الأكبر في مسألة صياغة الشكل الدراماتيكي للمشروع، حيث نشأ اقتراح وجود حظيرةٍ فنية بسيطة، وهنا يذكر Kelly عائلة Reiszes قائلاً: دعونا نرى كل ما تفكرون به قبل أن تنفذوه، وافعلوا ما تظنون بأنه الأفضل.

فكان جزءٌ مما قامت به Xten هو تقصي الطاقة الكامنة في التصميم، ثم ظهر Kelly مع Häfelfinger في الموقع واقترحوا 30 فكرة جديدة، ثم قام المهندسون المعماريون بنشر نماذج ذات نواة رغوية على طاولة العشاء بطريقةٍ مطابقةٍ لما تفعله العائلة في اللوحات قيد البحث.

وأثناء ذلك اللقاء نفسه، قرر الفريق الرباعي على اعتماد حجم 1,500 قدم مربع تكون متميزة عن ومذكِّرة بشكل حرف T الذي يأخذه المنزل في نفس الوقت، وهو شكلُ معينٍ منحرفٍ منبثقٍ من نقطة اتصال القبو بقمة الحرف T.

وهنا يقول Häfelfinger أن كلاً من Fred و Julie أدركوا أن الصعود هو الحل الأفضل لمشروعهم، لأن رفعَ معظم الهيكل على ارتفاع 14 قدم عن سطح الأرض، سيقلل من الأثر بالإضافة إلى توفير المساحة في الأسفل من أجل سقيفةٍ للسيارة وسطحٍ لعرض الفيديو. كما أعطى تحرير سطح الأرض العائلة منطقة تسليةٍ جديدةٍ وموقعاً مميزاً لإقامة الحفلات الفنية أيضاً.

وقد تم التعبير عن الفروق بين المنزل الرئيسي والإضافة الجديدة ليس فقط من خلال الهندسة الشكلية، وإنما من خلال المواد أيضاً. فدفء المزرعة مع حزم خشب التنوب الشهير في Douglas المكشوفة وألواح الخشب الأحمر المثبتة على جانبه، يتناقض تماماً مع برودة الإضافة التي تتضمن إطاراتٍ حديديةٍ وجدرانٍ اسمنتيةٍ كبيرة ٍمع دعاماتٍ فولاذيةٍ، تجمعت كلها في الموقع في يومٍ واحد من العمل.

كما تبدو الألواح الكبيرة من الزجاج، المكسوة بطبقةٍ من سيراميك نانو من أجل حماية الأعمال الفنية، وكأنها تطفو بحريةٍ كبيرة على السطح. وقد تم دعمها فقط بقمةِ وأسفلِ الإطار، حيث لا يمكن رؤية المزلاجات أو البراغي أو الأسلاك. وهنا يشير Kelly إلى أن التركيز يجب أن يكون على المناظر وأشجار الأوكالبتوس الطبية والجبال، وفي الداخل يجب التركيز على الفن.

كما تم تحقيق الترابط الحرفي بين الهيكلين من خلال حجرة السلالم، حيث تنتقل الأرضية المصنوعة من خشب الأبنوس في المنزل الرئيسي إلى داخل مركبٍ من بلور الاسبرسو البني. وبالدخول بضعة خطوات، تعيد نفس السلالم تشكيل بنية الإضافة على مستوى صغير جداً، مع درجاتٍ من صفائح الفولاذ ودرابزين من الفولاذ المخرم والمطلي باللون الأبيض. وفي قمة السلم، يوجد المكتب وغرفة العائلة، في حين يوجد حمام واحد فقط وغرفة غسيلٍ واحدةٍ في الأسفل.

أما عملية اختيار الأثاث فقد كانت تحدياً حقيقياً، فهناك لوحات زيتية زهرية وزرقاء بطول 7 بـِ8 أقدام، وعملٌ فني استهلاليٌ على دعسة الدرج، ودهان أكريليك على شكل معين برتقالي وأصفر في غرفة العائلة، ومنحوتة معاصرة تمنح البهاء للمكتب. وهنا تبرعت عائلة Reiszes بمقعدٍ من خشب السنديان من مجموعتهم الخاصة للمصور Herb Ritts، كما أضاف Häfelfinger و Kellyكراسي Arne Jacobsen الدوارة. ولم يفعل المهندسين إلا الصواب من خلال مزجهم لقطع الأثاث الأوروبية مع مساهمات مواطني كاليفورنيا الثلاثة المشهورين Charles و Ray Eames و Frank Gehry.

إقرأ ايضًا