تواصل وكالة التجديد في سان فرانسيسكو استثماراتها المعمارية لتحويل مدينة سان فرانسيسكو إلى مدينةٍ معاصرة بامتياز، فقد قامت في الشهر الماضي بتكليف شركة Kennerly للعمارة والتخطيط للتخلص من إحدى المباني القرميدية المهملة منذ فترة الثمانينات في المنطقة الجنوبية من السوق، وتحويلها إلى مشروعٍ متعدد الاستخدامات من تسع طوابق وخمسٍ وستين وحدة سكنية عائلية ذات أسعار معقولة، ويتألف هذا المشروع من كتلتين تطلان مباشرة على شارعي هاورد وسيكث ستريت، حيث تبدأ إحدى هاتين الكتلتين طويلةً عند الزاوية ولكن ما تلبث أن تنخفض الثانية على طول الشارع.
ويضم هذا المشروع كبقية مباني نيويورك مساحة بيع للتجزئة ذات ارتفاع مزدوج تقع على الزاوية منه، بالإضافة إلى ردهة كبيرة ودرجٍ مفتوح، وعنه يخبرنا المعماري Owen Kennerly الذي عمل مسبقاً مع المهندس المعماري دانيال سليمان على العديد من المشاريع السكنية الرخيصة نسبياً، قبل أن ينتقل ليؤسس شركته الخاصة “لقد نشأت في مدينة نيويورك في مبنىً سكني ذي ردهة جميلة، وأذكر بأن السكان كانوا يشعرون بأن للمبنى هوية خاصة تدعو للفخر حينذاك.”
ولذا تعمد فريق Kennerly بالتعاون مع فريق Saida + Sullivan للتصميم رفد معظم الشقق المطلة على شارع سيكث ستريت بشرفاتٍ تابعة لغرفة المعيشة، كما وسوف تكون جميع الممرات مغمورة بضوء النهار، لتنتهي تلك الأخيرة بشرفاتٍ داخلية، الأمر الذي يسهم بضخ المساحات مزدوجة الارتفاع في الجهة المقابلة لشارع هاورد بالضوء الطبيعي، بالإضافة إلى غرف الغسيل التي تقع على هذه التقاطعات.
وأخيراً سوف يكشف خارج المبنى عن مجموعة من النوافذ العصرية والتي، جنباً إلى جنب مع الشرفات، سوف تضفي مسحةً من الثراء من حيث الظل ومواد البناء، فمن المهم أن تحظى سان فرانسيسكو -على حد تعبير Kennerly- بعمارة جيدة، ولا يتطلب الأمر سوى إلقاء مبنى قبيح على هذه الشاكلة في سلة النسيان ليبدأ الناس بالمطالبة بالتخلص من هكذا مشاريع.
أما الوكالة فقد أعلنت على لسان السيد أولسن لي، نائب المدير التنفيذي لوكالة التطوير بأنها في غاية السعادة بأن التصميم سوف يكون مرجعاً للمشاريع القادمة في المنطقة التاريخية، التي من المتوقع أن تصبح المنطقة السكنية الرئيسية في شارع سيكث ستريت.