أبراج لندن…. لمسةٌ جديدة في أفق المدينة

10

لندن على وشك ارتداء حلةٍ جديدة. ففي الوقت الذي كانت فيه كل أبراجها تقريباً غير متكاملة بسبب العجز المادي أو لمجرد ترك العمال لمواقع العمل ورحيلهم بعيداً، ستعمل لندن الآن على إزالة الغبار عن مخططات مبانيها القديمة لتبدأ باتخاذ خطواتٍ جادة في طريقها للازدهار.

ولكن لا تفهموننا خطأ، فلندن لم تتجاوز بعد حالة الاضطراب المادي الذي نعانيه جميعاً ولم تزل في قلبه. ويشرح الأمر رئيس هيئة تخطيط مدينة لندن بقوله: أنا لا أنظر للأمر على أنه بداية الإزدهار في المباني. ولكن ببساطة بدأ المطورون بمقابلة متطلبات السوق الحالية، خاصةً مع النقص الواضح في الأبنية المكتبية ذات الأهمية الوطنية والعالمية معمارياً وتاريخياً، وبمعنىً أوضح، أصبح عند الناس إشارات استفهامٍ عديدة يضعونها حول قضايا اقتصاد العالم وما إلى ذلك. وهكذا يقوم المطورون هنا بأخذ المنتج إلى حيث يكون هناك طلبٌ عليه.

ومن الملفت للنظر أن ناطحات السحاب التي بُنيت خلال أكثر أيام لندن ازدهاراً ستُبنى بنفس الطريقة اليوم. ولكن يبدو أن أحداً لا يدرك حقيقة أنه ليس من المنطقي العمل على البناء الآن بنفس الميزانيات وأن يُقال بأن التصميم سيتغير.

وهنا يعلق Kieran Long: ربما تشعر الكتل التي تمثلها ناطحات السحاب للتجارة بأنها متغطرسةٌ نوعاً ما في هذه الدورة التجارية…هذه الطريقة بالتفكير (إعادة تقييم التصاميم) تأخذ وقتاً طويلاً، كما أن إعادة المفاوضات حول سماحيات وتراخيص المخططات تبدو مُرهقةً جداً. فمن الأسهل نفض الغبار عن الخطط القديمة من أن يتم العمل على خططٍ جديدة. وستعمل لندن على مجموعةٍ من المباني التي تم تصميمها أيام الازدهار وتُسلمها بعد أن تُعيد ترميمها.

وهنا لسنا بصدد الحديث عن الكثير من المباني، مثلاً مبنى Shard من تصميم رينزو بيانو Renzo Piano الذي يرتفع لـ 310 م فوق محطة جسر لندن سيتم الانتهاء منه مع حلول أولمبيات 2012. أما شركة (Kohn Pedersen Fox (KPF فتأمل الانتهاء من برجين مع حلول 2013، وهما برج Heron Tower بارتفاع 230 م وبرج Pinnacle Tower وهو أطول برجٍ في المدينة بعد برج Shard.

ونذكر أيضاً مبنى Leadenhall Building لشركة Rogers Stirk Harbour + Partners، ومشروع 20 Fenchurch Street لشركة Rafael Viñoly. وأخيراً مبنى Walbrook Square الذي يرتفع لإثنين وعشرين طابق من تصميم شركة نورمان فوستر Foster + Partners والمعماري الفرنسي العالمي Jean Nouvel وكلهم يسعون قُدماً.

ولكن هذا التطور في البناء ليس مقيداً بالعاصمة فحسب، إذ تعتزم بعض من الأبراج في Vauxhall و Blackfriars و Croydonبأن تسير على ذات خطى التقدم، ليتغير شكل آفاق هذه المدن أيضاً. وهكذا قد تحصل بعض المدن على الأقل على خمسة أبراجٍ سكنيةٍ تتراوح ما بين عشرين إلى أربعين طابق إن سرت العديد من خطط التطوير في آنٍ واحد.

مع كل هذه المشاريع المتطلعة للأمام، سنرى جميعاً أي نوعٍ من المدن ستكون لندن مع كل هذه الأبراج. “عندما ستنظر في الأفق بعد خمس سنوات، ذكر نفسك بأنك لا تنظر إلى عمارة فترة الازدهار وإنما إلى ما جاء بعدها. لذا علينا جميعاً الانتظار لنكتشف أي الرموز ستجسد هذه الأشكال الغريبة في أفق لندن.”

إقرأ ايضًا