المعماري لويس كان… من القاع إلى القمة

25

يقال أن النجاحات تولد من رحم الفقر، فقد استطاع المعماري لويس كان، وعلى الرغم من انتمائه لأسرةٍ يهودية فقيرة، أن يصل إلى أعلى المراتب التي يحلم بها كل معماري، فمن منزل موتون وايز في بنسلفانيا إلى مسرح الفنون الاستعراضية ومسرح الفنون الجميلة بولاية إنديانا وصولاً إلى متحف كمبل للفنون في تكساس.

استطاع سليل العائلة الاستونية الفقيرة هذا أن يتدرج بين العديد من الوظائف الأكاديمية الهامة، فقد عمل كمعماريٍ استشاري لدى مجمع مدينة فيلادلفيا للتخطيط، وكمديرٍ للتصميم المعماري، بالإضافة إلى قيامه بالتدريس في جامعتي بيل وبنسلفانيا، حيث فتحت له تلك الأخيرة الباب أمام نجاحاتٍ لا حد لها.

فعلى الرغم من مغادرته الحياة في العام 1974، مازالت المعاهد المعمارية تحتفل بكان وتقيم له المعارض، ومؤخراً قام المعهد الثقافي الإيطالي في لوس أنجلوس (IIC) بافتتاح أول معرض معاصر لتكريم المعماري أمريكي الجنسية لويس كان، ويمثل هذا المعرض تحت اسم “كان في البندقية” ثمرة التعاون الأولي بين معهد (IIC) وبين أرشيف جامعة بنسلفانيا.

وقد استلم تصميم المعرض كلاً من بارتون مايرز وديفيد كارب، اللذين اشتهرا بتعصبهما لأعمال كان، بالاشتراك مع Yianna Bouyioukou من فريق بارتون مايرز، فلطالما قدّر كان العمارة الإيطالية… وهاهي إيطاليا ترد الدين له بعد مرور أكثر من أربعين سنة على وفاته.

وقد بلغ أوج هذا الإعجاب المتبادل في العام 1968، حيث تمت دعوة كان لتصميم قصر الكونغرس في البندقية، وهي أول مرة تتم فيها دعوته لتصميم مشروعٍ معماري في إيطاليا، ولكن للأسف بقي هذا القصر على الورق ولم يكتب له العيش، ولكن هذا المشروع يتربع اليوم المعرض الذي يقيمه معهد (IIC) على شرف كان مصحوباً بنموذجٍ أولي.

كما ويكشف المعرض الذي تم افتتاحه في يوم سابق عن مجموعةٍ من رسومات كان عن إيطاليا، ولمن فاتته فرصة حضور حفل الافتتاح الذي قدم له الكاتب والمخرج ناثانيل كان، ابن لويس كان نفسه، سيبقى المعرض فاتحاً أبوابه حتى 19 من شهر آذار… فلا تدعوا الفرصة تفوتكم مرة ثانية!

إقرأ ايضًا