مزرعة الهرم؛ من الإنتاج الغذائي وحتى إدارة النفايات

1

تعتبر مزرعة الهرم إحدى المفاهيم الاستثنائية المتعلقة بمستقبل الزراعة، والتي طرحها البروفيسوران إيريك إيلينغسين وديكسون ديسبوميير، حيث يقوم التصميم برأيهما على اعتقادٍ بأن الزراعة العمودية سوف تصبح قريباً شريان الحياة في المدن في مختلف أنحاء العالم، خاصةً مع ما تشهده المناطق العمرانية من تزايدٍ متنامٍ في أعداد السكان، بينما تأخذ إمدادات الغذاء العالمي في النقصان، وبناءً على رأي ديسبوميير فإنك إن لم تفعل شيئاً لدفع التقنيات الزراعية الحالية إلى الأمام، فإن حوالي ثلاثة مليارات نسمة قد يواجهوا المجاعة بحلول عام 2060.

ولذا جاءت مزرعة الهرم لتقدم لنا حلاً بهيئة نظامٍ بيئي مكتفٍ ذاتياً وبالكامل، بمقدوره تغطية كل شيء ابتداءً من الإنتاج الغذائي وانتهاءً بإدارة النفايات.

أما عن هذه المزرعة فهي إحدى مشاريع التخرج المقدّمة في جامعة كولومبيا تحت إشراف ديسبوميير، والتي ركز فيها الطلاب على مفاهيم ومصادر الزراعة العمرانية على أمل تأمين مصادر الغذاء في العالم بالاعتماد على التصميم، ليقوم فيما بعد ديسبوميير بتطويرها لتصبح أنظمة بيئية متكاملة قادرة على إنتاج الأسماك والدواجن وحتى إعادة استخدام النفايات الداخلية.

وتكشف مزرعة الهرم، من بين أمور أخرى، نظاماً للتدفئة والصرف الصحي قادر على فصل النفايات إلى مياه وكربون لتوفير الوقود للآلات والإضاءة، وهو ما أكد عليه ديسبوميير دوماً في أبحاثه، حيث قدر بأن البيوت البلاستيكية تستخدم فقط 10% من المياه و5% من الأراضي التي تحتاجها الحقول الزراعية.

لقد تعدى الأمر مجرد خلق مصدرٍ محلي ومستدام للأغذية، فقد كانت النية إعادة إحياء مزارع اليوم العمودية، بكلماتٍ أخرى، استبدال الحياة البناتية الأصلية والسماح بنمو تلك البرية وتجديد التربة الناضبة للأجيال المقبلة.

إقرأ ايضًا