مكتبة تحوّل مستهلِك المعلومات إلى منتِجٍ لها

8

لم تأتِ مكتبة مركز نام جون بايك الفني في كوريا الجنوبية قريبة من توقعات الكثيرين، إذ تم تصميمها على هيئة مكعبٍ في مركز إحدى الغرف.

أما عن المعماريين وراء هذا التصميم الذي أقل ما يمكن وصفه بالفريد، فهم أفراد استديو N H D M المعماري الأمريكي، حيث صمموا كتلةً شفافة أطلقوا عليها اسم “آلة المكتبة”، تكون مخصصة لتخزين أرشيف الوسائط المتعددة لمركز نام جون بايك الفني.

أما عن مناطق القراءة ومحطات الحاسوب وشاشات الفيديو، فقد تم دمجها داخل هذا المكعب، في الوقت الذي يتم فيه تخزين الكتب وأوراق الأرشيف على رفوف تمتد بينها.

وقد تم تزويد المكتبة بطاولات وكراسٍ إضافية يمكن وضعها حول “الآلة”، لتأمين محطات عمل إضافية عند الضرورة.

يُذكر أن تصميم المكتبة قد جاء بوحيٍ من العمليات الفنية التي يحتضنها المركز، إذ كان الهدف من التصميم هو إنجاز أداة فراغية متعددة الوظائف تُعيد تعريف العلاقة بين مستخدمي المكتبة والمعلومات.

ففي الوقت الذي تمتاز فيه المكتبات التقليدية بانتقالٍ للمعلومات أحادي الاتجاه، حيث يتلقى القراء المحتوى الثابت والمركزي والمحدد مسبقاً، تهدف مكتبة نام جون بايك لتعزيز حركة المعلومات العشوائية غير الخطية، بهدف تحفيز إنتاج معلومات تنمي التعبير العفوي للأفكار.

نطلعكم هنا على وظائف “آلة المكتبة” الستة وهي:

1- البعثرة: يتنج عن تجاور الأفكار المنتشرة تعقيداً يتناقض مع الأشكال الهندسية البسيطة والأولية.

2- المحتوى غير النصي/خارج الموقع: تم نشر عناصر من أعمال بايك بطريقة منتشرة ومسدودة ومنتظمة عبر أسطح الآلة، حيث يمكن الوصول لأعمال بايك السابقة وللمعلومات الخاصة بالفنون وغير ذلك من الأحداث الجارية خارج مواقع الاهتمام.

3- الانخراط الجسدي: تم تزويد المكتبة بمناطق تخزينية إضافية ورفوف فريدة موضوعة داخل دروج لتسهيل أية عملية توسيع مستقبلية للمجموعة، وتحفيز الفضول البشري والتفاعل والانخراط المرح.

4- مختبر الانتاج: يوجد داخل الآلة مختبرات للقراءة والتركيب ومختبرات فيديو إلى جانب مساحةٍ للنقاش وورشات العمل الجماعية.

5- “خلايا التمثيل”: يتم توليد المحتوى من قِبل المستخدمين ممن يمكنهم المساهمة في تبادل المعلومات، حيث تقدم هذه المكتبة مساحات صغيرة مخصصة للعرض العام.

6- “آلات مصغّرة” من المكتبة: يمكن فصل بعض أقسام الآلة لتتحول إلى وحدات مستقلة يمكن نقلها بحرية إلى غرفٍ أخرى أو حتى لخارج المكتبة لأداء وظائف تواصلية؛ كإسقاطات الفيديو والعروض الصوتية.

وهكذا يهدف تصميم المكتبة إلى تحويل التجربة الشخصية إلى تجربةٍ تفاعلية جماعية، فبفضل هذا التصميم تصبح محتويات المكتبة أكثر ديناميكية، ويتحول مستهلك المعلومات إلى منتجٍ لها.

إقرأ ايضًا