في تشيلسي وأيسلينجتون على وجه الخصوص قام فريق العمل المبدع في شركة London Fieldworks بابتكار مساكن متطورة غريبة عجيبة، لجميع الطيور البرية والحشرات الراغبة بأخذ استراحة على أغصان الأشجار التي تصادفها. فمع أن كرتنا الأرضية قد باتت تعاني من أزمة التضخم السكاني مؤخراً وما يرافقها من مشاكل إسكان، لم ينشغل معماريو بريطانيا عن مشاكل طيورها وأزمتهم السكنية.
تختلف هذه المساكن كلياً عن مساكن الطيور التي بدأت مؤخراً بالانتشار، وانطلاقاً من هذه الأهمية تم عرض هذه التركيبة المعمارية تحت اسم “مدينة عفوية في شجرة الجنة” كجزءٍ من مشروع الحديقة السرية أو Secret Garden المستدام الذي أطلقه مجلس بلدية أيسلينجتون، حيث يأمل القائمون على هذا المشروع أن تتحول هذه التركيبة لتصبح ملاذاً للتنوع البيولوجي، فضلاً عن خلق الوعي لدى العامة تجاه المعاني البيئية والثقافية للمساحات العمرانية الخضراء.
يمكن مشاهدة أكثر من 250 صندوق للطيور والحشرات بالنظر إلى التركيبة الفنية، حيث يمكن للطيور اختيار شكل وحجم الصناديق حسبما تريد، ويمكن لها أيضاً أن تستخدمها كمأوى أو حتى لإطعام صغارها.
جاء هذا التنوع في أحجام وأشكال الصناديق ليعكس الملامح المعمارية في الشرفات الجورجية القريبة، إلى جانب الشقق من فترة الستينيات التي تحيط بالحديقة في منطقة حدائق تراس دنكان Duncan Terrace Gardens وحدائق Cremorne.
لقد حاول فريق التصميم ما أمكن خلق أشكال عضوية غريبة بعض الشيء، وذلك من خلال تكديس هذه الصناديق المتميزة مع بعضها البعض، بالاستعانة بربطات مطاطية، لتتغير التركيبة وتتبدل كما الشجرة.
أخيراً تجدر بنا الإشارة إلى أن تركيبة “المدينة العفوية” ما هي إلا تطويرٌ لتصميم Super Kingdom أو المملكة الخارقة في عام 2008، وفيه قام معماريي London Fieldwork بابتكار سلسلة من مساكن الحيوانات خاصة بمحمية Kings Wood، حيث كان أبرز ما يميز هذه السلسلة منزل طير موسيليني.
من الجيد أن نرى أن البعض مازالوا يهتمون بالحياة البرية والطبيعية في خضم المشاكل والأزمات الكبرى التي تواجه سكان الأرض من تضخمٍ وأزمةٍ ماليةٍ واحتباسٍ حراريٍّ وما إلى ذلك، فمثل هذه المشاريع يمكن اعتبارها بشارة خير وبصيص أمل بحياة أجمل للجنس البشري كله والحيواني أيضاً.