تحول التنقل من مشقة إلى متعة

2

 

ليس فقط منذ أن بدأت خطوط السكك الحديدية بوضع المسارات عبر البلاد أصبحت التكنولوجيا ووسائل النقل على مفترق طرقٍ واسع. بل أيضاً لأن فرص تطوير نماذج جديدة أكثر فعالية وأكثر استمرارية وسرعة أخذت تتزاحم خلف مفهومٍ معروفٍ باسم الانتقال الشخصي السريعPersonal Rapid Transport  (PRT).

تخيل معنا كيف ستصبح رحلتك اليومية إلى العمل: تغادر مكتبك وتجتاز عدة مباني لتصل إلى محطة النقل، فينقلك مصعد بنقلة واحدة من الشارع إلى غرفة مجهزة بشاشات لمس لمَّاعة. حتماً  ستكون هذه ساعة الازدحام المروري العظمى لذلك سترى الناس يجيئون ويذهبون ولكنهم يتنقلون بسرعة كبيرة .

تعرض أحد هذه الشاشات خريطة المدينة المنقطة بمحطات أخرى لتختر أنت المقصد الذي تريده وتحصل على بطاقة الأجرة. عندها يختار الكمبيوتر أسرع طريق بين النقطتين ويمنحك رقماً وفي هذا الوقت تنفتح أبواب زجاجية لتخطو بعدها على منصة حيث يمكنك رؤية وصول وانطلاق الـ podcars – السيارات الصغيرة بدون سائق. ثم تتوقف إحدى هذه السيارات لتحمل رقمك وتبرز مقصدك بينما ينزل راكب آخر من حافلته ليسمح لك باستقلالها.

 وهنا لايمكنك أن تسافر سوى مع صديق أو اثنين كحد أقصى لأن السيارة لا تتسع سوى لـِ 6 أشخاص. وبعدها تُغلَق الأبواب وتنسحب السيارة من رصيفها وتزيد سرعتها على طول طريق الوصول قبل أن تغيب في زحمة السيارات إلى أن تصل أخيراً إلى فجوة بين سيارتين أخريين بأقل من ثانية. وطبعاً أنت لن تتمكن من ملاحظة هذا العمل المنظم لأنك ستكون جالساً باسترخاء على مقعد فاخر تطالع الانترنت أو تراقب المدينة وهي تمر بك. بعدها تسير السيارة بهدوء متنقلة من طريق إرشادية إلى أخرى باستخدام نظام كهربائي فعال لا يسبب تلوثاً للبيئة. والأهم أن السيارة ستمر بجميع المحطات الأخرى ولن تتوقف أبداً إلى أن تصل إلى وجهتك حيث يمكنك أن تترجل بمزاجٍ أفضل بكثير من لو أنك كنت قدت سيارتك أو استخدمت مترو الأنفاق.

قد تبدو هذه الفكرة مستحيلة ولكنها تتحول إلى حقيقة بسرعة كبيرة في أكثر من منطقة حول العالم. على سبيل المثال، سيبدأ مطار Heathrow في لندن بتطبيق نظام النقل السريع هذا – المعروف باسم ULTra– في بداية فصل الربيع القادم واصلاً بذلك موقف سيارات الشركة بالمحطة الخامسة بالإضافة أخرى ستدخل النظام في المستقبل.

وسيتضمن هذا النظام 18 سيارة تعمل على البطاريات وتسير على عجلات مطاطية من الفولاذ الصلب على طريق إرشادية من الإسمنت مرسومة على شكل U. وفي هذا الصدد يقول Martin Lowson مصمم نظام  ULTra في شركة Advanced Transport Systems: ” نحن لم نقصد اختراع نظام PRT وإنما قصدنا أن نصمم أفضل نظام نقل ممكن في القرن الحادي والعشرين. فعندما تسأل ماذا يريد الناس من النقل، سيجيب الجميع بنفس الطريقة فهم يريدون أن يذهبوا حيث يريدون دون أن يضطروا للتوقف “.

وعلى نطاق أكثر طموحاً، تقوم شركة Foster+Partners بتطوير نظام PRT لنمط وسائل النقل في مشروعها الجديد Masdar– المدينة المحايدة للكربون المؤلفة من سبعين ألف مبنى قيد الإنشاء حالياً خارج مدينة أبو ظبي الإماراتية.

 وقد خصصت الشركة سيارات الـpodcars  على البر ورفعت جميع طرق المشاة على منصةً مرتفعةً، كما تخلصت من الطرق الإرشادية واستبدلتها بأجهزة استقبال مثتبتة على الطريق. ولتوضيح هذه التقنية، يقول السيد Gerard Evenden من شركة Foster+Partners:” لقد بدأنا بالنظر على أنظمة المسارات ومن ثم انتقلنا إلى الأنظمة التي يتم قيادتها بواسطة أجهزة استقبال فبإخراج السيارة عن المسار تستطيع أن تزيد القدرة على التناور بالإضافة إلى مرونة النظام”.     

إقرأ ايضًا