فاز المعماري الياباني شيغرو بان Shigeru Banبجائزة البريتزكير المعمارية المرموقة لعام 2014.
والمعماري الياباني معروف بأعماله المعمارية الفخمة وأعماله الإنسانية على حدٍ سواء. لم تستطع اللجنة سوى أن تعترف بإنجازات بان خلال الخمسة وثلاثين عامٍ مضت من منطلقها في تكريم المعماريين أثناء حياتهم بدلاً من الاعتراف بهم بعد الممات.
فمكتب بان المعماري في كل من باريس ونيويورك واليابان استطاع تنفيذ أعمال حول العالم في بلدانٍ عدة كاليابان والهند والصين وفرنسا وغيرها منذ عام 1985. كما أنه أظهر جانبه الإنساني حين أطلق شبكته شبكة المعماريين المتطوعين (VAN) والتي خصصت للقيام بالأعمال المعمارية في مناطق الكوارث.
من أعماله مركز بومبيدو ميتز Pompidou Metz في فرنسا، ومنازله المفاهيمية كالمنزل العاري ومنزل الستارة.
يعرف بان أيضاً بأعماله المتميزة مثل كاتدرائية الورق المقوى Cardboard Cathedralفي نيوزيلندا التي أكملهاعام 2013 وبناها ككنيسة مؤقتة بدلاً من التي تدمرت بفعل الزلزال، إلى جانب استخدامه للورق المقوى في مشاريع المساعدة في مناطق الكوارث.
قام بان بمسآلة دور المعماري حين كتب في عدد كانون الأول 2013 للمجلة اليابانية شينكيتشيكو Shinkenchiku:
“عندما وعيت لأول مرة دوري كمعماري أدركت بخيبة أمل أن المجتمع لا يحتاجنا كثيرأ؛ نحن معشر المعماريين, إلا في حالة بعض الشقق العامة؛ فالمعمارييون لم يصمموا للناس ولا للبيوت المؤقتة لأولئك الذين خسروا بيوتهم بفعل الكوارث الطبيعية. فهؤلاء لا يمكنهم تحمل تكاليف المعماري، ولا الحكومة تطلب الراحة لتلك البيوت المؤقتة، كما أن المعماريين في الغالب مشغولون بالعمل لأولئك الآخرين المحظيين. في هذا الزمن يجب دعوة “الكارثة الطبيعية” بـ “كارثة من صنع الإنسان”. فعلى سبيل المثال، لا تقتل الزلازل بحد ذاتها البشر، ولكن الأبنية المنهارة هي التي تقوم بذلك. مما يعني أن المسؤولية تقع على عاتق المعماريين. ولكننا لم نكن معنيين ببناء البيوت المؤقتة مع أننا نساهم في إعادة بناء ما تهدم بفعل الدمار. ولكنني أؤمن أن المعماري يمكنه المساعدة في خلق سكن مؤقت يمكنه أن يؤمن الراحة للقاطنين”.
لذلك ومن هذا الفهم الإنساني الذي يتمتع به باني مكن فهم تعليقاته عند الفوز بالجائزة حين قال أنه يجب أن يبقى حذراً وأن لا يسمح لهذا الفوز بتغييره وإنما بجعله “ينمو” ويتشجع على إكمال ما يفعله.
