“العمارة العائمة”

4

نأتيكم اليوم بأهم الأفكار التي جاء بها المعماري الإيطالي Giancarlo Zema في مقابلةٍ أجراها مؤخراً مع صحيفة Dudye المعمارية الشهيرة، حيث كشف فيها Zema رؤيته عن تصميم المستقبل ولماذا نحن مقبلون على “التجربة العائمة”، ويشرح لنا قليلاً عن تخصصه وعن هذا الشق المعماري شبه المغمور إذ يقول:

في كل يومٍ جديد ومع كل تجربةٍ جديدة أقوم بها في مجالات العمارة المختلفة من تصاميم اليخوت إلى التصاميم الداخلية، أكتشف بأن الطبيعة هي مصدر الإلهام الأكثر جاذبية بالنسبة لي حيث تستهويني الأشكال الحسية والأشكال العضوية دوناً عن غيرها، فهي تسمح لي بالتعبير بحرية عن أفكاري، مما يعني ولادة مشاريع مبتكرة إن كان من ناحية المفهوم ووصولاً إلى أدق التفاصيل.

ويتابع Zema: تشبه عمارتي إلى حدٍ ما الحيوانات البرمائية، فقد استطاعت دمج أنماط الكتل العائمة مع تلك التي على الأرض على أمل خلق نموذج سكني جديد يمكنه الإجابة على احتياجات العالم الحالية والمستقبلية، فأنا شخصياً أعتقد بأن مستقبل الهندسة المعمارية هو على المياه، وبأن الإنسان سوف يميل أكثر وأكثر نحو عيش التجربة العائمة قريباً.

فنحن نعيش مستقبل التكنولوجيا حالياً حسب تعبير Zema ولذا “علينا أن نستمتع ونفسح المجال أمام الآخرين بتجربة العوم، مما يجعلهم يفهمون ويحترمون عجائب الطبيعة، حيث تتميز عمارتنا برغبتها باحتلال مساحات معيشة جديدة من خلال الاهتمام بالطبيعة، لأننا ندرك تماماً التأثير الحاصل جراء الاستخدام الخاطىء للمصادر الطبيعية، ولكنني أعتقد اعتقاداً راسخاً ومع كل تغييرٍ طارئ على كوكبنا بأن العمارة سوف تهتدي إلى العديد من الموارد الطبيعية التي لم تكتشف بعد.”

ولهذا السبب يعتقد Zema بأنه يجب علينا أن “نركز جهودنا على تصميم مساكن صديقة للبيئة واكتشاف سبل جديدة من العيش قادرة على جعل البشر في تماسٍ أكثر مع الطبيعة، وأنا متأكد من مساكن المستقبل هذه سوف تتبع في تصاميمها مبادئ التصميم الصناعي أكثر من الهندسة المعمارية، حيث سيمكن بناؤها مسبقاً بعيداً عن ساحة المبنى على شكل سلسلة.”

“فعندما تندمج الهندسة المعمارية والتصميم يمكننا عندئذٍ فقط بأن نحظى بشيءٍ مبتكر، بينما علينا اليوم أن نتوصل إلى عمارةٍ بيئية جديدة لا تخلو من الملامح الفنية، وذلك باستخدام الأشكال الفنية والوظيفية في آنٍ واحد، والتي يمكن أن تعطي السعادة للناس وتفسح المجال أمام أسلوب معيشة ٍجديد بالظهور.”

يُذكر أن مجموعة Giancarlo Zema قد شاركت في تصميم العديد من المتاحف وصالات العرض والتصاميم العمرانية بدعمٍ من التكنولوجيا الضوئية، ناهيك عن تصميم الأثاث الصديق للبيئة على أمل التوصل لأساليب معيشة جديدة في المستقبل.

إقرأ ايضًا