غرف قماشية في فندقٍ أشبه بالمخيمات الداخلية

4

يمكن للنزلاء هنا أن يتمتعوا بتجربة الجلوس بحريةٍ داخل حجراتٍ محاطةٍ بالأقمشة من الأعلى وحتى الأسفل، إذ قام استديو أنتونيو رافالي المعماري الإيطالي بابتكار هذه الأسطوانات المغلّفة بالقماش الشفاف، والمؤمَّنة بأسلاك شد لتتربع على قاعدةٍ خشبيةٍ وتؤمّن مساحةً أشبه بمساحات التخييم، ولكن الداخلية هنا!

وعن هذا التصميم المميز يخبر المعماري جمهوره:

بشغله لمساحة 510 متراً مربعاً من المبنى الذي يحتضنه، جاء هذا المشروع ليكون أكثر من مجرد عملية تحويل لمصنع قنّبٍ قديم إلى مركزٍ جديدٍ لبلدة ميغليارينو الإيطالية. إذ يقع هذا النزل في مكانٍ قريبٍ من مناطق الجذب السياحية التي تنتعش صيفاً مع قدوم السياح إليها بشكلٍ خاص لزيارة محمية Delta Po River الطبيعية.

ولكن هنا لابد لنا من الإشارة إلى أن بعض العوائق قد وقفت في وجهنا، خاصةً المالية منها، إذ كان علينا العمل مع ميزانيةٍ محدودة تقدّر بـ 270,000 يورو متضمنة للمفروشات. وبناءً عليه كان التوفير على مستوى الطاقة والمستوى الاقتصادي مسألةً أساسيةً بالنسبة للفريق.

تم تصوّر النزل ليكون أشبه “بآلةٍ سلبية” تتلاعب تيارات الهواء داخلها لتحقيق الاستفادة القصوى من السمات المناخية للمنطقة، وتتوزع فيها الغرف بطريقةٍ من شأنها التقليل من استخدام العناصر والتقنيات، لتكون النتيجة قدرةٌ مضيافةٌ مرنة تبلغ أقصى حدٍ لها خلال أيام الربيع والصيف، أو خلال الأحداث والفعاليات الخاصة، لتنقص وتبلغ حدها الأدنى خلال المواسم الضعيفة.

ففي الوقت الذي يحتضن فيه الطابق الأرضي قسم الاستقبال والمرافق، تتربع مساحةٌ واسعةٌ مفردة في الطابق الثاني الذي تكلله النوافذ من جانبٍ واحد، وتتوضع أربع غرفٍ بقدرةٍ استيعابية لشخصين أو ثلاثة مع الحمامات وبيوت الأدراج في طابقين على الجانب الآخر.

حيث تشكل هذه العناصر كتلةً مكثّفةً واضحة المعالم يمكن تكييف الهواء فيها بالطرق التقليدية، في حين يعتمد تكييف الهواء في المنطقة الرئيسة على التهوية السلبية، التي يسهّل عملها توضّع النوافذ على الجانب الشمالي، وتوضّع برجي تهوية على السقف.

وبما أنه من المستحيل تقسيم هذه المساحة إلى وحداتٍ أصغر بسبب فرادة طريقة دخول الضوء والهواء إليها، جاء حل المهجع البديل بجعله أشبه بالمخيمات الداخلية، بوحداتٍ مستقلّةٍ تغلّفها أقمشةٌ خفيفة الوزن، لينتج عن ذلك غرفاً مستقلة، ليس بشكلٍ ملموسٍ فقط، وإنما من الناحية المناخية أيضاً؛ حيث يسمح نظام تكييفٍ دقيقٍ للهواء باختيار وحداتٍ معينة ليتم تشغيل التكييف فيها، وذلك بفضل شبكة النظام الكاملة المتوضع أسفل المنصة الخشبية، التي تمثّل نسيج الترابط بين الخلايا.

أما عما يشير إلى الانتقال من “الغرف” الخاصة إلى المنطقة النهارية العامة فهو اختلاف الارتفاع بين المنصة الخشبية وباقي المساحات، حيث يخلق التحرك حول محيط المنصة فرصاً للجلوس والاسترخاء في منطقةٍ مريحةٍ يمكن للنزلاء فيها أن يتمتعوا بلحظاتٍ هادئة للقراءة أو تصفّح شبكة الانترنت، وهكذا تبقى المساحة انسيابيةً على الرغم من احتضانها لنطاقٍ واسعٍ من النشاطات والاستخدامات، مع المحافظة على مرونتها عبر أحادية لون العناصر وقطع المفروشات المستخدمة فيها.

إقرأ ايضًا