التجديد أم البناء من جديد؟

5

نظراً لمساهمة المباني التعليمية في المملكة المتحدة بنسبة 15% من انبعاثات القطاع العام الكربونية، تقع على عاتق مدراس البلاد مسؤولية كبيرة في تقديم مثالٍ حسن في مجال الالتزام البيئي والتخفيض من الانبعاثات السامة.

وهذا ما دفع شركة Cottrell & Vermeulen المعمارية لتطبيق طرائق ومقاربات أكثر صداقة للبيئة في مشاريع التجديد التي يستلمونها مؤخراً، وخاصةً أثناء تصميم مدرسة ويست بورو الابتدائية في ويست كليف بالمملكة المتحدة.

فكما هو متعارفٌ عليه، تُعتبر مشاريع التوسيع وإعادة التجديد أكثر تعقيداً وتكلفةً من باقي الأعمال، إلا أن الدراسات قد أثبتت مؤخراً أن بناء مشروعٍ جديدٍ تماماً يمكنه أن ينشر انبعاثات سامة في الأجواء أكثر بأربعة مرات من مشاريع التجديد والتحسين الشاملة.

ليس هذا فقط؛ إذ أُثبت أيضاً أنه في حال تم إنشاء مشاريع جديدة تلاقي المعايير البيئية فهي ستستغرق حوالي الخمسين عام لتجاري مشاريع التجديد والتحسين فيما يخص موضوع تسديد دينها الكربوني عبر انبعاثات تشغيلية أقل، والتي ستحتاج حينها لإعادة تجديد أيضاً.

إذاً انتهينا من هذه النقطة، لكنها ليست العامل الوحيد الذي حدد خواص المشروع إذ أن فريق Cottrell & Vermeulen قد عمل مع المدرسة لمدة تقارب التسعة عشر عاماً، وخلال كل هذه الفترة اكتشفوا الكثير من الأفكار الجديدة وابتكروا مشاريع مبهرة، كمبنى كاردبورد الحائز على جائزة مرموقة، والذي أثر على سياسة الحكومة وغير حدود التصاميم المستدامة خالقاً قدوةً مثالية للعمل التعاوني.

بناءً عليه جاء مشروع تجديد مدرسة ويست بورو بتوقيع Cottrell & Vermeulen، وكمشروعٍ مستدام للغاية.

فالأطفال ممن هم في سن ارتياد المدرسة الابتدائية يقلقون بشكلٍ كبير حول التأثير البيئي ويريدون الانخراط بشكلٍ كبير في تطوير المزايا المستدامة لمدرستهم.

وهكذا كانت عملية التوصل لرؤية مشتركة عبر تجديد المدرسة عبارة عن فرصة تعليمية قائمة بحد ذاتها لتنمية المجتمع المستدام بدعمٍ من استراتيجيات مدارس ساوث إند المستدامة.

أما عن تمويل المشروع الخالي تماماً من انبعاثات الكربون، فقد تم بالتشارك ما بين البرنامج الأساسي لمجلس مدينة ساوث إندووزارة التربية والتعليم، وهدف لاختبار طرق جديدة في إعادة تجديد مباني المدارس القديمة بأساليب مستدامة، وتقديم قدوة لمشاريع مستقبلية في كافة أرجاء البلاد.

فالهدف الآن هو تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة 90% في المدارس المجددة حديثاً؛ أما مقاربة المشروع فقد قامت على ثلاثة أفكار؛ تخفيض كافة متطلبات الطاقة، وتأمين المتطلبات الموجودة بكفاءة وفاعلية، وأخيراً استخدام الطاقة المتجددة الخضراء.

باختصار:

يقدم مشروع التجديد هذا استراتيجية متكاملة تهدف إلى تخفيض انبعاثات الكربون عن طريق:

– فهم الأثر الكربوني للظرف الراهن، وهو ما يُستخدم كأساس لكافة التغييرات الاستراتيجية في نسيج المدرسة.

– تعديل سلوك المدرسة بناءً على نتائج تحليل الأثر الكربوني.

– تطبيق استراتيجيات تخفيض متطلبات الطاقة، وتأمين المتطلبات المتبقية بكفاءة وفاعلية.

– استخدام الطاقة الخضراء المتجددة بشكلٍ أساسي في أنظمة التدفئة والخلايا الشمسية.

– تطبيق برنامج توعية اجتماعي ابتداءً من أطفال المدرسة لرفع مستوى الوعي بمسائل الطاقة ضمن المجتمع.

– تطبيق برنامج إنشائي متعدد المراحل يمكنه التعلم من نجاحات المرحلة الأولى.

إقرأ ايضًا