سماء سينغافورة؛ المكان الوحيد الذي لم يُبنى فيه بعد

16

في بلد مثل سينغافورة؛ حيث التعداد السكاني في تزايدٍ مستمر وحيث الضغط على إنتاج مساكن عمرانية كافية يشتد أكثر وأكثر، لم يجد فريق UNStudio المعماري الشهير من حلٍّ سوى التوجه عمودياً… نحو السماء.

فللمحافظة على مساحات المدينة وتقديم مساحات مضاعفة للمعيشة والعمل واللعب، كانت سماء سينغافورة هي الخيار الأمثل لإنشاء برج سكوتس السكني.

وهنا يصف المعماري بين فان بيركل من فريق UNStudio برجه الوليد قائلاً “تُعتبر طريقة تفاعل برج سكوتس مع السياق العمراني في سنغافورة إحدى الأوجه المثيرة للاهتمام فيه، فعوضاً عن الأساليب المعتادة في تخطيط المدن أفقياً، قمنا بابتكار أحياءٍ في السماء؛ إنها مدينة عمودية لكل منطقةٍ فيها هويتها الخاصة.”

الجدير بالذكر هنا أن هذا المبنى بطوابقه الـ 32 ومساحته البالغة 18.500 متراً مربعاً، هو أول نجاحٍ مُنجزٍ لعلامة سوهو التجارية الجديدة، ويتضمن البرج حوالي 231 وحدةً سكنيةً تترواح بين شققٍ بغرفة نوم واحدة وشقق دوبلكس بأربعة غرف نوم.

فإنجاز تصميمٍ يجذب نطاقاً متنوعاً من المشترين قد حوّل هذه الكتلة المنفردة إلى منطقة مضغوطة تشع بالروح الجماعية التشاركية.

إلا أن مفهوم المدينة العمودية هنا ينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ أولاً المدينة، وثانياً الحي، وأخيراً المنزل، ويجمع بين كافة القاطنين تلك المناطق السكنية التي تشكّل رابطاً موحّداً لهم جميعاً.

أما عن المساحات الداخلية للعديد من الشقق، فقد فضّل المعماريون إبقاءها فارغةً بشكلٍ عام دون أية شوائب، وذلك للسماح للأذواق الفردية للمشترين أنفسهم بالانطلاق كيفما تشاء.

وكما أشرنا آنفاً، تأتي الوحدات السكنية بأنواعٍ وأحجامٍ مختلفة دون أية توزيع أو تخطيطٍ محددٍ حتى في المساحات الخارجية منها، مما يضرب بفكرة الوحدوية عرض الحائط بكل جدارة.

وفي الوقت الذي تقدم فيه شرفات الشقق مناظر بانورامية على المدينة بأكملها، يشاركها في ذلك التراس السماوي المشترك في الطابق الخامس والعشرين، يمكن للقاطنين الاسترخاء بين المسطحات الخضراء والتمتع بإشراقة شمس سينغافورة الطيفة.

فعلى قمة المبنى تفترش المساحة العلوية حديقةٌ سقفية صغيرة يمكن لبعض المحظوظين التمتع بها، كما يقدم البرج عدداً من حمامات الجاكوزي المخصصة للاستخدام العام والمجاني، إلى جانب بركة سباحة ومنصة لتناول الطعام تتربع في “الحديقة السقفية” التي تشكّل واحدةً من التراسين السماويين المؤطّرين، والتي تقع فوق المجموعة الثالثة من الشقق.

وضماناً لمكافحة مشاعر الغيرة التي قد تنتاب غير القاطنين من البرج، يتوسع سكوتس تاور ممتداً على منطقةٍ خضراء مجاورة تصل في قمتها إلى قاعدة البرج، حيث هنا يمكن لغير القاطنين في البرج وعامة الناس التمتع ببعض ميزات المشروع؛ بما في ذلك المرافق الاستجمامية كبركة السباحة الممتدة بطول 50 متراً ومنصة التشميس المبهرة، وبركة السباحة المخصصة للأطفال، عدا عن بركة اللياقة البدنية وأجنحة تناول الطعام والشواء وأجنحة التدليك والصالة الرياضية، وغير ذلك من المساحات المذهلة الموزعة في بيئة متعددة الطبقات، تؤكد دون أي شك على الاندماج الاجتماعي والتفاعلي الممتد عبر أرجاء برج سكوتس بأكمله.

إقرأ ايضًا