لن تكون زجاجة زيت الزيتون وطبق البندورة الطازجة الدليل الوحيد على “إيطالية” المكان، فقد تعمّد معماريو K-studio اليونانيون ابتكار تصميمٍ لمطعم البيتزا هذا حيث كل تفصيلٍ فيه يوحي بأجواء الساحات الإيطالية الودودة.
ومن هنا كانت نقطة البداية، فقد تجسد الهدف في تصميم مطعمٍ يقدم تجربة تناول الطعام في الهواء الطلق بأجواء إيطالية مئة بالمئة؛ وهكذا ارتأى المصممون تطبيق جدران مزججة يمكن رفعها للأعلى في الأيام الدافئة -وهي كثيرة في أثينا- مما يفسح المجال أمام الزبائن لتناول أشهى أنواع البيتزا في الخارج، تماماً على شاكلة الساحات الإيطالية.
أما في الداخل فيمكننا ببساطة التقاط العنصر الأكثر بروزاً في التصميم؛ إنها تلك المصاريع الخشبية التي تغطي منطقة المطبخ والمخزن ودورات المياه، والتي تبدو واضحةً للعيان حتى من خارج المطعم، إذ تبرز أيضاً فوق فرن البيتزا المخبأ داخل صندوق من حجر الترافرتين في إحدى زوايا المطعم، ومنطقة البار.
ولكن هذه المصاريع المستعادة ليست العامل الوحيد الناجح في إسباغ الطابع الريفي على المطعم، فهنالك تلك البلاطات المنقّشة التي تغطي الجدران والأرضية، والكراسي والطاولات القديمة التي تنتشر في كافة أجزاء المطعم، هذا عدا عن تجهيزات الإنارة والمصابيح المتدلية من السقف.
أما عن جدران بيت الدرج المؤدي للطابق العلوي، فهناك تم رسم لوحات جدارية باستخدام قلم الحبر الناشف بتوقيع الفنانة جوانا بورتنشو، حيث تصوّر الرسومات عملية صناعة البيتزا الشهية، وقد تم استيحاؤها من التصميم التقليدي لمعدات تناول الطعام في المطعم لتزيّن تشطيبة ستوكو المطبّقة عليه، متماشيةً تماماً مع الدرابزين الفولاذي الأسود والمصاريع الخشبية التي أتينا على ذكرها آنفاً.
وهنا تجدر بنا الإشارة إلى الكراسي القديمة المتنوعة المنتشرة في المطعم، حيث يساعد استخدام مثل هذا النوع من الكراسي في تقديم المزيد من النعومة على المساحة، يكمّلها استخدام سقف وجدران ستوكو الرمادية، التي تساعد على تطويق هذا المزيج من المواد والقوامات المتنوعة.
إذ يبدو في النهاية أن هذا الخليط المتعمّد من العناصر التصميمية والمواد معادة التدوير والمفروشات القديمة، قد ساهم في تقديم عمارةٍ فريدة تشكّل حلاً وسطاً بين “المصمَم خصيصاً” و”المستعاد”، ما ينتج عنه أجواءٌ اجتماعية مثيرة للغاية.