مرآب للدراجات الهوائية يعزز استدامة واشنطن

5

كفاكم ابتكاراً للسيارات الهيدروجينة والكهربائية والشمسية وما إلى ذلك، فإن أردتم مصادقة البيئة، عودوا لزمن الدراجات الهوائية المسالمة… فاليوم مع مركز مرور الدراجات المكسو بالزجاج هذا في العاصمة الأمريكية واشنطن لن تمنعكم أية حجة كانت عن قضاء مشاويركم وتنشيط أجسادكم التي قد تكون اعتادت الاستراحة خلف المقود.

حيث تم افتتاح هذا المركز مؤخراً في قلب واشنطن بتوقيع استديو KGP بشكلٍ شبهه البعض بالعين أو شعاع دولاب الدراجة الهوائية أو حتى خوذة راكب الدراجة نفسها.

وبوقوع هذه المحطة قرب يونيون ستيشن يطوّق الزجاج المكان من كل ناحيةٍ جاعلاً من التنقل في المدينة دون الإضرار بالبيئة حقيقةً واقعة.

أما عن خدمات المحطة البالغة كلفتها 2.4 مليون دولار، فتتمثل في تأمين حيزٍ لتخزين الدراجات وغرفة تبديل ملابس راكبي الدرجات، إلى جانب خدمات دعم مختلفة، وكل ذلك بأسلوبٍ فريدٍ ضمن مبنى قليل التأثير على البيئة؛ إذ يقوم التصميم بأكمله وعلى مساحة ألفي قدم مربع بالاستفادة بأفضل شكلٍ من ضوء النهار والتبريد الطبيعيين، كما يشجع على التنقل الأخضر، موضحاً إمكانيات الأبنية الخضراء النظيفة.

وعن علاقته بجواره، فيظهر زجاج المركز منخفض الانبعاثات ثنائي الطبقات، والذي يوفر رؤيةً واضحةً إلى الداخل مع حجب حرارة الشمس، مناقضاً لجيرانه من الأبنية الرخامية الكلاسيكية الجديدة التي تمثل العنصر المعرّف لعاصمة البلاد. حيث تنحدر حوافه الناعمة إلى الشارع مقدمةً واحةً لمحبي التنقل بواسطة الدراجات الهوائية بمساحة ركنٍ تتسع لـ 150 دراجة ووحدات تخزين وغرف تبديل ملابس تجعل من المحطة جوهرة المنطقة، كما يمكن للزوار تسجيل عضوية في المحطة مقابل مئة دولار سنوياً أو دفع دولاراً واحداً لركن دراجتهم ليومٍ واحد في إحدى حوامل الدراجات مزدوجة الارتفاع التي تقدمها المحطة.

وبالنسبة لشفرات النوافذ الجميلة، فتقدم هي الأخرى مستوىً معقداً من التحكم يدوياً وأوتوماتيكياً بهدف تأمين المزيد من الراحة، فمع ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار، تنفتح الشفرات الزجاجية تلقائياً لأقصى حدٍ فاسحةً المجال أمام الهواء للخروج، لتأتي المراوح وتدعم عمليات التبريد عند اللزوم. وعلى النقيض تماماً، يساعد توجه المبنى لنور شمس الصباح بالتسلل إلى الفراغ الداخلي لتدفئة المكان، في حين يتم تظليل المساحة لتتم حمايتها من شمس الظهيرة الحارة، لتأتي تقنية جمع مياه المطر أخيراً وتؤكد على صداقة المبنى للبيئة، حيث يمكن استخدام المياه المجموعة في الري المحلي.

أخيراً ولسهولة الوصول، تم تصميم المبنى بحيث يكون عبارة عن كتلةٍ مفتوحة يمكن إغلاقها في الأيام ذات الطقس العنيف للاحتفاظ بدرجة حرارة مناسبة في الداخل، ليساهم هذا التصميم في إغناء النسيج العمراني لوسط المدينة جاعلاً من التنقل بواسطة الدرجات الهوائية خياراً سهلاً لعددٍ أكبر من الناس، وكل ذلك ضمن مرفقٍ عالي التكيف يمثل إلهاماً ووحياً للعديد من المدن السائرة على طريق دعم التنقل بالدراجات الهوائية والحفاظ على البيئة.

إقرأ ايضًا