يقع مبنى متحف غوغنهايم في الطرف الشرقي من مانهاتن نيويورك، صممه المعمار الأمريكي رائد المدرسة العضوية فرانك لويد رايت على شكل أسطوانة تتسع من الأسفل نحو الأعلى ويعتبر المبنى أحد أهم الأيقونات المعمارية وقد تم افتتاحه عام1959 .
تقوم الفكرة التصميمية على تكوين رامبات عرض تتلتف تصاعدياً آخذةً الزائر في رحلة فن نحو أعلى المبنى ضمن أجواء من الضوء المنسكب من فتحة سماوية في المنتصف وإطلالة داخلية على الفراغ الداخلي والمعروضات الصاعدة للأعلى مع الزائر. تم تجديد المبنى عدة مرات في عام 1992 حين بني برج ملاصق له ومن عام 2005 حتى 2008. جاءت فكرة بناء المتحف عندما طلب الملاك وأصحاب المؤسسة عام 1943 برسالةٍ إلى فرانك لويد رايت أن يبني لهم متحفاً لمجموعاتهم الفنية. هذا الأمر تتطلب من رايت 15 سنة و 700 اسكتش و 6 مجموعات من أعمال الرسم حتى يصمم المبنى.
وقد طلبت الفنانة المستشارة هيلا فون ريبيه عند غوغنهايم من رايت في رسالتها أنها تريد “معبداً للروح، صرحاً” ليضم المجموعة الفنية. جرّب رايت كثيراً في اسكتشاته التصميمية للمتحف وانطلق من فكرة “الزيقورة المقلوبة” كما سماها! كما أنه تشاور كثيراً مع غوغنهايم وريببيه في مواقع محتملة للبناء قبل أن يتم تحديد موقع المتحف في مانهاتن قريباً من سنترال بارك من أجل تأمين الهدوء للزوار.
كان متحف غوغناهيم المتحف الوحيد لرايت وقد تطلب موقع البناء من رايت الصعود شاقولياً على عكس مبانيه الأفقية ولكنه وظف فلسفته العضوية في المبنى ومخالفته للهندسة الصارمة لدى معماريي الحداثة كما يرى، فقد كان يؤمن بالخلفية الرمزية للأشكال الهندسية وأن الشكل الحلزوني الذي اختاره يمثل النمو العضوي. جاء السطح الخارجي للمبنى من الإسمنت تخفيفاً للكلفة على عكس ما أراد رايت أن يكون من الحجر، كما أن الكتلة الأسطوانية الأصغر المجاورة للكتلة الكبرى كان من المفترض أن تحتوي شقق سكنية لغوغنهايم وريبيه واستوديوهات فنية لكنها جاءت كمكاتب ومستودعات أيضاً لأسباب مالية.
عام 1965 تم تجديد الكتلة الصغرى لتضم توسعة للمتحف، ثم عام 1990 وحتى 1992 تحولت كلياً إلى فراغ عرض. بعض النقاد رأى أن المبنى سوف يطغى على القطع الفنية لكن المعمار آمن بالعكس تماماً، كما رأى بعض النقاد والفنانين الآخرين أن طريقة العرض “غريبة”. لكن عند افتتاح المتحف عام 1959بعد 10سنوات على موت غوغنهايم وستة أشهرعلى موت رايت تلقى المبنى إعجاب النقاد والجمهور وألهم الكثير من المعماريين.
ما بين عاميي 2005 و2008 تم تجديد المبنى وإصلاح شقوقه الخارجية وتحديث أنظمته الداخلية، كما تم تسجيل المبنى عام 2008 كمعلم ثقافي وطني في الولايات المتحدة الامريكية.