سر توافد وكالات الإعلام المعمارية إلى لندن

2

تشهد منطقة بيثنال غرين في لندن هذه الأيام تواجداً كبيراً لوكالات الإعلام المعمارية من كافة أنحاء العالم، فقد تناقلت الأنباء في الآونة الأخيرة خبر إعادة تجديد فندق تاون هول على يد شركة rare المعمارية الفرنسية، وهو خبرٌ دسم للغاية، خاصةً وأن الفندق مدرج على لائحة مواقع التراث العالمي كواحدٍ من الأبنية ذات الأهمية الوطنية، لذا من المفترض أن يضم عدا عن الغرف التقليدية، شققاً مخدمة وأجنحة رئاسية راقية موزعة على 98 وحدة سكنية.

وقد فرضت طبيعة الموقع تعاملاً خاصاً من قبل فريق rare الذي جاهد في سبيل الحفاظ على روح الفندق التاريخية القديمة خلال عملية التجديد، فعادةً ما تأخذ هكذا عمليات في طريقها أكثر مما تضيف، ولكن يبقى للفرنسيين لمستهم من الأناقة، مما جعل تاون هول يجمع ولأول مرة بين خيوط الماضي والحاضر في شبكة واحدة، حيث قام فريق العمل بإدخال العديد من التقنيات المبتكرة على تصميم الفندق واكتفى بتوسعة الأجزاء المحيطة به فقط.

عدا عن طبيعة الموقع، واجه فريق rare رغبة مالك الفندق بكل حنكة وذكاء، فقد طالب مالك تاون هول بوجود عدة أنماط من الغرف تناسب جميع الأذواق في كتلة واحدة، ووحده من يعمل في الوسط المعماري يعلم تماماً صعوبة هذا الطلب، فتخيل نفسك تنتقل من أجواء عصرية مرة إلى أخرى كلاسيكية مرة أخرى، كل ذلك وأكثر نجحت أنامل الفريق الفرنسي بتخطيه ضمن مخطط غاية في السلاسة والانسيابية، إن كان من ناحية تقسيم المساحات أو توزيع الأجواء المعمارية.

ونأتي على التوسعة، التي بلغت حوالي 1500 م2، حيث تميزت بتفاصيل معمارية عالمية المستوى وصلت مواصيلها إلى الكسوة الخارجية، فلم تغفل تلك التفاصيل عن السياق المحلي على الرغم من أنها مصنوعة بأحدث الآلات الليزرية، فحتى النقوشات التي تزين تلك الكسوة وتقوم بتعديل أشعة الشمس والمشاهد الخارجية، خدمت بمثابة خلفية عصرية على نقيض الواجهات الحجرية الكلاسيكية القائمة.

أما أسطح الكوريان والأحجار المتنوعة بالإضافة إلى النحاس والزجاج، فعلى نقيض تلك في الخارج، فتحت المجال أمام حوارٍ عصري مواد البناء من كتلة المبنى القديمة، والسر في هندسة تلك المواد التي تنطق بالبراعة، إن كانت بهيئة حواجز منزلقة أو جدران مستعارة، فعدا عن كونها مواد مبتكرة مصنعة باستخدام الحاسب سمحت تلك الحلول المعمارية بمزيدٍ من المرونة ما بين أجزاء الفندق.

ولكن هذا ليس حال جميع الغرف، فقد تم التخلص من تلك الحواجز واستبدلت بالمفروشات، فالسرير والمقعد والطاولة استلمت مجتمعة مهمة التوزيع في الغرفة الواحدة، ويعتبر هذا الحل المبتكر حلاً عصرياً بكل المقاييس استطاع أن يضيف على يوميات الزوار تجربة لا تنسى، فقلةٌ هي المرات التي تصادفنا بها أشكال عصرية منحوتة بمواد تقليدية كما هي الحال في فندق تاون هول.

إقرأ ايضًا