السويد ترحب بمحطة القطار المستقبلية في أحضان العاصمة

12

تعتقد شركة Jernhusen السويدية لعقارت صناعة النقل، أن إعادة تصميم أبنية القطاع الصناعي تتأتى من الحاجة لإحياء تلك الصناعات التي تحتضنها هذه المنشآت؛ وبناءً عليه، تقدّمت Jernhusen بطلبها لشركة YAJ المعمارية بهدف إجراء صيانةٍ لمحطة القطار بهدف النهوض بقطاع النقل عبر السكك الحديدية ليعود لأمجاده السابقة.

فمع التزايد الملاحظ بكثافة المدن المستقبلية واقترابها من بعضها البعض، لن يضيع مجهود Jernhusen سدىً في التركيز على تقوية صناعة النقل عبر السكك الحديدية في العقد المقبل، والذي يبدأ من التركيز على تصميم الأبنية الصناعية الخاصة بهذا القطاع.

وكي لا نطيل انتظاركم لتفاصيل المشروع المقترح، نخبركم هنا أن رؤية معماريي YAJ لتصميم الأبنية الصناعية المستقبلية قد تمثّلت في وضعها في جوٍ بيئي مستدام مع التركيز على بناء المساكن والمكاتب، حيث يركز تصميم “محطة القطار المستقبلية” الذي طرحته الشركة على أداءٍ بيئي عالي الكفاءة بنسبةٍ تقارب الصفر من استهلاك الطاقة، والتي تم التوصل إليها عن طريق الاستعانة بالتدفئة والتبريد المعتمدين على المياه الجوفية، واستخدام الألواح الشمسية والتهوية الطبيعية المعتمدة على الحساسات.

وهكذا خلصت YAJ إلى شكلٍ هجينٍ يجمع مفهوم التلال الخضراء في ستوكهولم والسرعة الإيروديناميكية، لتكون النتيجة عبارة عن كتلة بكسوةٍ خارجيةٍ من إسمنت تيرازو المسلح داكن اللون تطوقه مسارات خضراء.

حيث تشير هذه المسارات الخضراء إلى الألواح الشمسية وتلك الميكانيكية التي تزين السقف والواجهة، وتتألف من حزمٍ من الشفرات المعدنية التي تغطي كسوة المبنى، أما عن فتحات التهوية في السقف والنوافذ المقببة فتساهم في فسح المجال للضوء الطبيعي بالتغلغل في المساحات الداخلية، وخلق فتحاتٍ تظهر وظيفتها الحقيقية في الليالي المضيئة بالنجوم.

وإذا ما تصفّحت عزيزي القارئ الصور المرفقة ستلاحظ وبكل تأكيد تجانس المبنى مع الطبيعة، الأمر الذي شكّل دافعاً قوياً لمعماريي المشروع منذ البداية، إذ اختاروا تعزيز الألوان الطبيعية والتأكيد على عمق وحجم المنظر الطبيعي المجاور للمحطة من خلال واجهة وكسوة المبنى الجديد. ويظهر ذلك جلياً في الألوان الطبيعية للفولاذ والعاج والألواح الشمسية والزجاج والإسمنت المسلح، والتي تخلق جميعها منظراً صناعياً مجرداً مزداناً بألوان العالم المبني الطبيعية.

وبما أنه من غير المعقول لمبنى بهذا القدر من الاندماج والانصهار مع البيئة أن لا يطبق استراتيجيات بيئية مستدامة، قام معماريو المشروع بالتعاون مع شركة Incoord الاستشارية في مسائل الطاقة، في محاولةٍ لجعل المبنى يتبنّى مبادئ عمل تجعله يقترب من نسبة صفر في استهلاك الطاقة؛ فعلى سبيل المثال، تمت الاستفادة من إطار المبنى الثقيل في صد وحجب الحرارة والبرودة والمحافظة على درجات الحرارة لضمان تأمين أجواء داخلية مريحة على مدار العام، بالإضافة إلى التركيز على معدل استهلاك الطاقة، الذي يكون ثابتاً تماماً في كل مرةٍ يدخل أو يغادر فيها قطارٌ أراضي المحطة.

أخيراً، تم دمج عناصر التدفئة والتبريد المعتمدين على المياه في الجدران والأراضي الإسمنتية المسلحة، في حين تساهم الملاقف العاملة بمحركات في السيطرة والتحكم بالتهوية عبر حساسات منتشرة في كافة أرجاء المبنى، وذلك من خلال مراقبة هذه الحساسات لدخول الهواء البارد والساخن على مدار العام.

إقرأ ايضًا