متاهة ملتفة في متحف تاييبي للفنون

4

عندما تكون النية هي إيجاد جوهر الفنون وتجسيد فكرة فريق Vlado Valkof عنها، تكون النتيجة ما ترونه في الصور، وعندما يكون الهدف إعادة تعريف معنى متحف الفنون وتحويل طريقة عمل وظائفه وتنظيم علاقة البشر بالعالم المحيط بهم، تكون الخلاصة مقترح Vlado Valkof لمتحف تاييبي الجديد.

فبالإضافة إلى تحريك الأشكال، تلاعب فريق التصميم المبدع بطابع ونوع هذه الحركة بهدف تقديم فرص عمرانية جديدة، إذ جسّد مقترحهم في المسابقة الدولية المطروحة لتصميم متحف تاييبي الجديد في تايوان تركيبةً جامعةً لوظائف برمجية مختلفة؛ أولها متحف فني وثانيها منتزه وثالثها جسر وآخرها خدمات مختلفة، وكل ذلك في مساحةٍ مرنةٍ ومتنوعة.

ولأن موقع المشروع يتوسط منتزهاً ضخماً، تمثّلت مقاربة الفريق في المحافظة على الارتباط بمساحة المنتزه مع السماح للمشاة بالتحرك بانسيابيةٍ لا يعيقها شيء، حيث ربط المصممون جانبي المتحف بالمنتزه عن طريق السماح لممرات المنتزه ومضامير الدراجات الهوائية فيه بالاستمرار عبر الأجنحة شبه الخارجية وعبر المرافق الخدمية وتلك الخاصة بالأطفال وأخيراً عبر الساحة/الفناء الخارجية المغطاة التي تمثّل استمراراً للمنتزه، والتي تحتضن معرضاً خارجياً للمنحوتات وحديقةً حجريةً تقع أسفل طابق المتحف.

تتميز الأجنحة الزجاجية بانفتاحها وحيازتها على ارتباطٍ بصريٍّ مع المنتزه ونهر دا-هان، ليس هذا وحسب؛ إذ يمتد جسر المشاة من محطة ينغ-جي للقطار مقدّماً ممر وصولٍ للمشاة عند الطابق الثاني، حيث ما أن تدخل المبنى من هناك تلحظ كيفية تحوّل الجسر إلى موزعٍ للحركة، مما يساهم في إيصال تخليص فريق العمل تماماً من مأزق هدر المساحة على الممرات.

وبالحديث عن الداخل، تجدر بنا الإشارة إلى أنه قد تم توزيع البرامج داخلياً وفقاً لفكرة التعاقب والاستكشاف؛ حيث يمكنك ملاحظة تلك الالتفافة الفراغية ثلاثية الأبعاد التي تدفع المستخدمين للانجذاب إلى الساحة/الفناء المغطاة، ليرفعوا بعدها توقعاتهم في الأجنحة شبه الخارجية، ويستمتعوا في النهاية بنشوة اختبار متحف الفنون الجميلة المعاصرة في طابقي الميزانين الثاني والثالث.

وهكذا تفعّل خطة المتاهة الملتفة حول المصاعد وصالات العرض الانفصال بين صالات العرض بهدف تسهيل عمليات الصيانة والتحديث.

إقرأ ايضًا