وصفة سحرية لمجمع كارلي تاون سنتر في الهند

12

أصبحت مدينة بنغالور في جنوب الهند موطناً بارزاً لمختلف الشركات متعددة الجنسيات وعلى وجه التحديد الشركات التقنية، ولمواصلة زخم النمو الاقتصادي في البلاد، خصصت الحكومة مجموعةً من المناطق الاقتصادية الخاصة (SEZ) من شأنها توفير مزايا ضريبية للشركات المصدرة للمنتجات والخدمات في الخارج.

ويعتبر كارلي تاون سنتر واحداً من هذه المناطق الاقتصادية الخاصة وجزءاً من مجموعة أكبر تمتد على 72 فدان يجري تطويرها من قبل مجموعة كارلي في بنغالور، حيث تقع هذه المنطقة على طول الحافة الشمالية للمدينة، أما كارلي تاون سنتر فيقع على طول “الطريق الدائري الخارجي” بشكل مباشر على الجانب الآخر من بحيرة نافاغارا ذات المناظر الخلابة.

كجزءٍ من مشروع تطويري متعدد الاستخدامات، يتم تصميم ما يقارب 2 مليون قدم مربع من المشروع كمنطقة اقتصادية خاصة (SEZ)، وضمن الإطار القائم للخطة الرئيسة، تتألف المرحلة الأولى من هذه المنطقة من مبنيين مكتبيين هما؛ Pyrus و Aquarus، تبلغ مساحة كلٍّ منهما 360 ألف قدم مربع، بارتفاع 55 متراً (12 طابقاً) وببلاطة طابقية تبلغ مساحتها 30 ألف قدم مربع.

يقوم المشروع على مفهوم المركز والقشرة؛ حيث يتضمن الطابق الأرضي مزدوج الارتفاع ردهةً مميزةً إلى جانب مساحات تجارية وترفيهية خاصة، في حين تحتضن الطوابق القبوية الثلاث مساحات لمواقف السيارات والمساحات الميكانيكية.

ومع الانتهاء الوشيك من تصميم كتلة المبنى في كلٍّ من Pyrus و Aquarus، يصبح تصميم الواجهة الهدف الأساسي أمام فريق العمل؛ حيث قرر فريق كارلي ومنذ البداية أن يخاطب تصميمهم ثلاث قضايا أساسية؛ هي الأداء والجمالية والجدوى الإنشائية والمالية، مع إيجاد التوازن الصحيح بين هذه العناصر، الأمر الذي تم التوصل إليه عن طريق اعتماد مقاربة تصميمية متكاملة خاصة بالواجهة تمكّن من معالجة كل هذه القضايا.

فمن المعروف بأن التصميم باعتماد الوحدات النمطية المتكررة يضمن السيطرة على التكاليف وعلى المتغيرات الأخرى؛ كنسب الجدران للنوافذ على سبيل المثال، التي ساعدت على تغيير الواجهة ضمن الوحدة النمطية، مما ساهم بالتالي في خلق كسوةٍ صديقة للبيئة.

وهكذا في الوقت الذي تم فيه تقييم الناحية الجمالية للواجهة، تم إجراء دراسات متزامنة حول الإضاءة خلال النهار لمعرفة أثرها على أداء المبنى. وقد كانت النتيجة في النهاية هي عبارة عن مبنى يتفوق بأدائه بنسبة 28 % من الحد الأولي لمعيار ASHRAE 90.1 البيئي، حيث يساهم تصميم الواجهة الفريد على الرغم من تظليله الذاتي في توفير حوالي 4 % من الطاقة المستهلكة في المبنى ككل.

إقرأ ايضًا