منزل أغباريا في فلسطين المحتلة

5

في منطقة تتصارع فيها الحضارات والثقافات بشكلٍ دائم ومستمر، قرر المعماري رون فلايشر من مقره في تل أبيب تصميم منزلٍ يجمع سمات العمارة الإسلامية بالحداثة على تلةٍ منحدرةٍ في قرية مصمص في حيفا.

وبالتعاون مع العملاء الذين طلبوا أسلوباً معاصراً وتصميماً يذكرهم بالقرية التي نشأوا فيها وُلدت تحفة معمارية سكنية أعادت فهم العمارة الفلسطينية حسب زعم المصمم.

فبمشربيةٍ عربية تظلل الواجهة وفتحات على قمة الكتلة تسمح للنسائم بالتغلغل في أجوائه الداخلية، يتم إغواء داخلي المنزل بالبقاء فيه؛ حيث يتم الولوج إليه عبر قاعة دخول مغلقة مزدوجة الارتفاع تم تصميمها بالاعتماد على فكرة الليوان التقليدي، الذي تحيط به كافة مناطق المنزل الخاصة، وبإطلالته المباشرة على وادي عارة يمتد مدخل العقار 17 متراً أسفل المنحدر، أما بين البوابة والمنزل الرئيس فينحرف هناك طريقٌ خاص للسيارات بين أحضان المنظر الطبيعي الزراعي.

بالعودة للمنحدر، يشرح المصمم بأنه قد تم تقسيمه بوساطة تراسات تقليدية مصنوعة من الحجر المحلي الذي تم جمعه من بساتين الزيتون الخاصة بالعائلة، في الوقت الذي يحيط طريق السيارات بالحظيرة البيضاء ليتسلق درجٌ قمة المنزل وصولاً إلى شرفة واسعة تطل على الوادي وترحب بالزوار داعيةً إياهم إلى منطقة المعيشة الخاصة.

أما الليوان فتتم تهويته بطريقة السحب السلبي عبر مصاريع تتوضع على ارتفاع ثمانية أمتار، حيث يتم سحب الهواء الساخن للخارج ليحل مكانه النسيم العليل الذي يتغلغل في مختلف أقسام البرنامج الداخلي.

وبالحديث عن برنامج المنزل الداخلي، فيتضمن مساحات تقليدية؛ كالليوان أو قاعة الدخول الذي أشرنا إليه، إلى جانب مساحات معاصرة؛ كغرفة التلفاز وغرفة الرسم ومنطقة تناول الطعام الرسمية المفتوحة على الحديقة المزججة التي تؤطرها الكتل البيضاء.

في الختام يبدو أن منزل أغباريا هذا ما هو إلا تجربة متعددة الثقافات حسب وصف المصمم؛ فهو يعكس الرغبة في المحافظة على الهوية الفلسطينية المستقلة داخل المجتمع الإسرائيلي في حوارٍ مع المناظر الطبيعية وباستخدام عناصر إسلامية تقليدية جنباً إلى جنب التكنولوجيا المعاصرة.

إقرأ ايضًا