عندما يصبح العيش وسط المدينة رغيداً ورخيصاً

12

تم الانتهاء من أعمال الحفر في مشروع 1111 E. Pike العمراني في مدينة سياتل، وهي الجارة المحمومة والمتطورة باستمرار للعاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يعد المشروع إضافةً هامة إلى جزءٍ حيويٍ مسبقاً في المدينة، والذي انفرد المعماري الشهير Tom Kundig بتولي مهمة تصميمه؛ وهو الزميل في المعهد الأمريكي للعمارة والحائز على عدة جوائز عالمية ومدير شركة Olson Kundig Architects، التي تتخذ من سياتل أيضاً مقرها لها.

فقد قام Kundig باستيحاء 1111 E. Pike من مجموعةٍ واسعةٍ من المصادر جامعاً ما بين الحس الصناعي العمراني والخطوط الأنيقة الحديثة إلى جانب المجتمعات المهنية والسكنية على حدٍ سواء، لتكون النتيجة هذا المشروع متعدد الاستخدامات الذي بين أيدينا اليوم، والذي يضم فيما يضم محالاً تجارية في الطابق الأرضي منه، وخمسة طوابق سكنية وطابقين للسيارات تحت الأرض وأخيراً الحديقة الفريدة على سطحه.

يعتبر مشروع 1111 E. Pike أول مشروعٍ سكني تجاري يتم الكشف عنه من قبل Kundig، فمن خلال التأكيد على أهمية الضوء الطبيعي والمساحة المفتوحة وبساطة مواد المبنى، استطاع تصميم المشروع الفريد أن يفرض نفسه بقوة بالتزامن مع الحفاظ على العلاقة المتوازنة مع الملامح الجمالية التي تزين الجوار.

من جهةٍ أخرى يمكننا أن نستشعر ملامح الموقع العمراني إلى جانب الخلفية الصناعية وبيئة السيارات التي تخيم على الجوار، بالنظر إلى تصميم المبنى وتحديداً النوافذ الواسعة والأسقف العالية واستخدام الفولاذ الصلب عند المدخل، وأخيراً وليس آخراً الألواح الجدراية الخارجية بألوانها الحمراء والسوداء بوحيٍ من سيارات ﭬينتيج الكلاسيكية المشهورة في فترة العشرينيات من هذا القرن.

حيث تكشف كل وحدةٍ سكنية عن نوافذ واسعة تبلغ تسعة أقدام من الأرض وحتى السقف، بالإضافة إلى مخططٍ مفتوحٍ بالكامل باستثناء المطبخ المغلق بشكلٍ جزئي، وتظهر أيضاً العديد من اللمسات غير التقليدية، وأهمها الباب الذي يجعل من المكان أشبه بقطع تركيب “البزل” في ألعاب الأطفال، حيث ينزلق وكأنه جدارٌ ممتدٌ بموازة السقف، مما يتيح لساكني هذه الوحدات التبديل ما بين مساحات المعيشة وفصل الغرف حسب الحاجة.

وأخيراً وليس آخراً يمكننا اعتبار 1111 E. Pike مثالاً رائعاً يثبت لنا إمكانية العيش غير المكلف في قلب مركزٍ عمراني محموم، حيث لا تتجاوز أسعار الوحدات في المبنى سعر السوق المتعارف عليه، كما ويلبي أيضاً متطلبات LEED فيما يخص التنمية والكثافة واختيار الموقع والنقل البديل، والأهم من هذا وذاك إدارة مياه الأمطار التي تنادي بها جماعات العمارة المستدامة هذه الأيام.

إقرأ ايضًا