لأول مرة العمارة… تتألق على حساب الموقع

7

لم يترك معماريو Gang دفاً إلا ورقصوا عليه، فمن الجناح الخارجي المصنوع من قوارير الحليب، إلى المركز الإعلامي المستوحى من صناعة الأفلام، إلى برج أكوا الشهير متعدد الاستخدامات المستلهَم من الصخور الكلسية… هاهم اليوم بصدد تحويل إحدى المباني في جبال بلو ريدج إلى مركزٍ للزوار يحمل اسم Blue Wall أو “الجدار الأزرق”، الذي تلعب فيه الأراضي الطبيعية دور البطولة.

فقد رأت السيدة جين غانغ مديرة الشركة بالاشتراك مع مارك شيندل، بأن بمقدور المناظر الطبيعية المساهمة في تحديد شكل أبنيتنا، أما مركز الجدار الأزرق بوقوعه على سفح جبال بلو ريدج فقد استطاع الاستفادة ما أمكنه من وجود الأنواع النباتية المحلية تحقيقاً لرغبة العميل بأن يسهم تصميم المبنى بالاشتراك مع الموقع بتثقيف الزوار حول التنوع الحيوي الذي تمتاز به المنطقة.

حيث يعوم المبنى بمساحة 9,600 قدم تربيعي فوق الأراضي الطبيعية بارزاً من التلال الحادة في الموقع، في الوقت الذي تخترق فيه الكتلة الداخلية سلسلةٌ من الفتحات الزجاجية على نحوٍ غاية في السلاسة، والتي تأخذ على عاتقها جلب الهواء الطبيعي إلى داخل المبنى بوحيٍ من الطبيعة الجغرافية للجرف.

من جهةٍ أخرى يمكن للزوار التعرف على النظام البيئي من خلال العديد من المعارض الحية الممتدة على أكثر من 14 فدان، إذ تقوم هذه المعارض بعرض المخزون النباتي والحيواني للمنطقة فضلاً عن البنى الصخرية الشهيرة هناك، وفي المقابل يدعم التصميم المستدام والعديد من المشاهد المائية نظرية الحفاظ على البيئة التي يطرحها المركز كأولوية.

وأخيراً يمكننا أن نلاحظ بأن الموقع ما هو إلى امتدادٌ للمبنى وكأن البناء قد انتقل للحظة ليحتل حضن الطبيعة، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى المعارض الخارجية الخاصة بأشجار المنطقة ونباتاتها النادرة، بالإضافة إلى تاريخها الثقافي وطبيعتها الفريدة، والأهم من هذا وذاك تأثير الإنسان على المنطقة، حيث ترتبط هذه المعارض أو الغرف الخارجية من خلال سلسلة من الممرات المستديرة التي تستحث الزوار على المشي فيما بينها وحتى التعرف أكثر على الطرق الأخرى وراء الموقع.

وفي النهاية استحق المركز وبكل أمانة شهادة LEED البلاتينية فقد تميز تصميم غانغ تحت رعايةٍ كريمة من الأراضي الطبيعية المحيطة… بل وتفوق عليها في بعض الأحيان.

ترجمة وتحرير هبة رجوب

إقرأ ايضًا