العمارة والتصميم الداخلي يعالجان السرطان

14

هدفت التصاميم الحديثة إلى تزويد المرضى بالعلاج الكيماوي في مراكز العيادات الخارجية التابعة والقريبة من منازلهم لتساهم في تقليل هدر الوقت في الانتظار، بالإضافة إلى السماح في علاج 12 مريض في الوقت نفسه.

وباتحاد أفضل مؤسستين في نيويورك – كلية Parsons  الجديدة للتصميم ومركز السرطان Memorial Sloan-Kettering – تشكل فريق ضمن مشروع شراكةٍ خارجيةٍ لخلق نموذجٍ بديلٍ لتوصيل العناية لمرضى المستشفى الخاضعين للعلاج الكيميائي.

وقد بدأ المشروع عندما طورت MSKCC – أقدم وأكبر مركز خاص لعلاج السرطان في العالم وأكبر معهد أبحاث مضاهي لمركز Parsonsالذي تأسس عام 1896 ليصبح لاحقاً مصنعاً حقيقياً لأشهر المصممين- بجهد تعاوني هذا النموذج ليكون جزءاً من التوسع الفيزيائي الذي يقضي ببناء شبكةٍ من مراكز العيادات الخارجية ومرافق الأبحاث وإلحاقها بالمستشفى.

وكان الهدف من المشاركة هو استغلال عمل طلاب التصميم الداخلي في كلية Parsons في خلق تصاميم لموقع توصيل العلاج الكيماوي الممتد على مساحةٍ أرضيةٍ قدرها 7,745 قدمٍ مربعٍ في مركز مدينة Brooklyn ، الذي سيقدم العلاج لمرضى الأحياء المجاورة بطريقةٍ منسقةٍ أكثر، بحيث يقلل وقت الانتظار من خلال فصل الخدمات الإضافية مثل عمل الدم وأشعة X عن تجربة العلاج النموذجية.

وقد طور الطلاب في استديو التصميم الداخلي الثاني للأستاذ Aki Ishida اقتراحاتٍ ساهمت في  تغيير كيفية اختبار العلاج الكيماوي من قبل المرضى بشكلٍ خاصٍ والشعب بشكلٍ عامٍ.

هذا وقد تطلبت تصاميمهم السماح لـ12 طالبٍ بالخضوع للمعالجة في نفس الوقت وفي أي وقت من أجل تحقيق هدف  Parsons في تحدي الأدوار التي يمكن أن تلعبها التصاميم الداخلية في المجتمع المعاصر من خلال صياغة التجربة الجسدية والعاطفية والنفسية للمرضى بطرقٍ تجعلهم أكثر قوة.

وهنا نطرح عليكم ثلاثة أمثلةٍ لتوضيح هذا الإنجاز: الأول تسرده أحد طلاب الكلية الذين شاركوا في التصميم الآنسة Sofie Bamberg السويدية حيث تقول: “من أجل منح المرضى بيئةً مرنةً ومريحةً قدر الإمكان، صممتُ مركز العلاج الكيماوي انطلاقاً من مبادئ الجسم البشري آخذة بعين الاعتبار حواس الإنسان الخمسة جميعها. وقد أُنجزتُ هذا مع التركيز على تلبية الاحتياجات الوظيفية للمستشفى، كما استخدمتُ الأنابيب الشمسية لعكس ضوء النهار داخل المنطقة الاجتماعية، وصممتُ سقفاً ضوئياً من أجل غرف المعالجة، مما يعطي المرضى القدرة على التحكم بلون وشدة وحرارة الضوء. وقد استلهمتُ تصميمي من الموقع العمراني المتحد مع الطبيعة الهادئة لأوروبا الشمالية، لأخلق أخيراً منطقةً يستطيع المريض فيها أن يجد السلام والتناغم، لأن عناصر الضوء والصوت والمواد تتزامن جميعها لتحفز المريض على تخطي فترة العلاج الكيماوي القاسية”.

والمثال التوضيحي الثاني يتحدث عنه Acy Ong قائلاً: “إن مركز علاج السرطان  Memorial Sloan Kettering مصمم حول فكرة منح المرضى الخاضعين  للعلاج الكيماوي إحساساً بالتحكم من خلال بيئةٍ متغيرةٍ ومتحركةٍ بحسب نطاق الجسم، فالصفائح العمودية حول الغرفة تنهار لتوفر أماكن للجلوس والتخزين والخصوصية. ويتألف السقف من طبقاتٍ من نماذج أشعة الليزر التي تبرز ظلالاً متعددة الأعماق خالقةً بذلك إحساساً لدى المريض بأنه جالس تحت الشجر. أما قدرة التحكم بلون وإشراق الأضواء يمكِّن المريض من التعرف على محيطه بحيث تصبح تجربة العلاج آمنةً وشخصيةً.”

والثالث يشرحه Erik Malave التي تعمل حالياً كمديرة بضائع فيFuture Fabrics Int’l Inc.  قائلة: ” كان الهدف من مركز السرطان هو تقليل الشعور بالعزلة لدى المرضى الخاضعين للعلاج، وقد تم تحقيق هذا الهدف من خلال ربط المستشفى بالموقع العمراني ورعاية الحس الاجتماعي ضمن العيادة. وباستحضار هدوء الردهات الرومانية القديمة، أتاحت النوافير المركزية المشتركة فرصة الاسترخاء والتفاعل الاجتماعي. كما تم تنشيط المكان من خلال محفزات بصري وحسية وسمعية باستخدام ضوء محيط وتفاصيل خشبية و مشهد تدفق الماء. ولهذا يصبح المكان ملائماً للجلوس والقراءة والدردشة مع العائلة والأصدقاء أو حتى للتأمل الهادئ. أما الأبواب الانزلاقية في الغرف فهي تسمح للمرضى بدعوة المناظر والأصوات المريحة للداخل.”           

إقرأ ايضًا