حملة تبشيرية تحت لواء العمارة

14

يبدو أن النفحة الإيمانية تسيطر هذه الأيام على أعمال معماريي Vicens + Ramos، فبعد أبرشية سانتا مونيكا في مدريد بات فريق العمل وكأنه في “حملةٍ تبشيرية تحت لواء العمارة” ينتقل بين مدن إسبانيا ويضخ الحياة في كنائسها القديمة، وهاهو اليوم وبالتزامن مع خطة كنيسة بونفيرادا لإصلاح الطقوس الدينية يصل إلى مدينة ليون في إسبانيا.

فمن جهتها ارتأت الكنيسة الاستفادة من الموقع الاستراتيجي قبالة حديقة الورد الشهيرة في تصميم المساحة الرئيسية للكنيسة وتحويلها لتصبح في المقام الأول مكاناً للاجتماع والاحتفال فضلاً عن إقحام العديد من التقاليد الغنية، بينما يكشف الجزء المركزي من الكتلة عن خصائص دينية عصرية للغاية فضلاً عن أجزاء الكنيسة التقليدية، الأمر الذي عزز من وجود المذبح والكرسي الرسولي والهيكل.

كما وتم الأخذ بعين الاعتبار رغبة رعاة الكنيسة بتركيبة معمارية تجمع ما بين متطلبات الكنيسة بتأمين مكانٍ مثالي يتناسب وسكينة سر القربان المقدس وبالفعل أثبت معماريو Vicens + Ramos هنا مرةً أخرى فعالية الأنماط المتكررة التي ارتبطت والعمارة المسيحية، فلا يمكننا أن نغفل هنا لوحات أراغون العائدة لفترة عصر النهضة والعهد القوطي والتي تجسد كاتدرائية Basilica del Pilar بتوقيع النحات الإسباني داميان فومينت، وأخرى تمثل كاتدرائيات La Seo و Teruel و Huesca، وأخيراً وليس آخراً كنيسة القديس بابلو في زاراغوزا… والتي تدعو جميعها إلى الحفاظ على فنون القرن السابع عشر.

وهكذا فقد استطاعت كنيسة القربان المقدس التي تستخدم يومياً بأن توفر مستوياتٍ عالية من القدسية وتسمح برؤية مراسم القربان المقدس من أي جزءٍ داخل الكنيسة دون أن يتعارض ذلك والطقوس الدينية الأخرى، وفي حال رغبت في زيارة كنيسة القربان المقدس يوماً ما، ما عليك سوى أن تسلك الشارع الشمالي لتصل مباشرةً إلى المدخل الذي يرتفع بدوره عن زاوية المدخل الرئيسي للكنيسة.

من جهةٍ أخرى سوف يسترعيك وجود سبعة ملاقف كبيرة ملونة داخل الكنيسة والتي تسهم في ضخ أجواء وتأثيرات مختلفة على المساحة الداخلية، كما وتحظى هذه الملاقف بصورٍ عن الأسرار السبعة للكنيسة التي تعتبر إكسير الحياة في الديانة المسيحية، أما وعند مدخل الكنيسة وبالتحديد على الشرفة يوجد هنالك ملقفٌ آخر يجمع ما بين الجرس وهيكل الصليب، ويمثل هذا الملقف حالياً إحدى أهم الرموز في ليون.

وعلى الرغم من التفاصيل المعمارية المعاصرة التي تطغى على تصميم كنيسة بونفيرادا لم يغفل معماريو Vicens + Ramos عن إقحام بعض الأجزاء التقليدية التي نراها عادةً في الكنائس مثل مركز الرعية وبيوت الكهنة التي تمتد هنا على طابقين، في الوقت الذي شق فيه فريق العمل ممراً للوصول إلى الشارع وممراً آخر على مستوى منخفض أكثر، حيث تنتشر الحدائق هنا بشكلٍ كبير يمكن للجميع الوصول إليها من كافة الجهات.

وأخيراً تخيم على جسد الكنيسة كسوةٌ فريدة من الإسمنت والسيراميك تدعمها العديد من الدعامات المعدنية ليغلف الجميع غطاءٌ من القطع الإسمنتية الخام.

إقرأ ايضًا