“ماذا كان فرانك غيري ليفعل اليوم؟”

4

عندما جاء به كلاً من فرانك لويد رايت وآلفريد كالويل وإي وإي روبيرتس اعتبره الكثيرون أسلوباً تصميماً تقدمياً لم يسبق له مثيل.

إلا أن ما اعتُبر تصميماً مميزاً منذ مئة عام لا يمكن الإتيان به الآن على أنه فريد الآن، هكذا كان رأي أعضاء HDR Architecture المعمارية عندما طُلب منهم تصميم مركز بيلفو الطبي في واشنطن أمريكا، حيث لم يعد حسب زعمهم تكديس مستوياتٍ أفقية فوق بعضها البعض بوحيٍ من أفق المناظر الطبيعية في منطقة بريري الشهيرة حلاً مميزاً البتة.

أما إذا ما تساءلتم عن المنهجية التي اتبعوها عوضاً عن ذلك، فإليكم الإجابة: فكّر أعضاء فريق التصميم بالسؤال التالي “ماذا كان فرانك ليفعل اليوم؟” فطبعاً لن يتمسك بأسلوبٍ اعتُبر رائجاً ومستقبلياً ما بين 1893 و 1920.

ولاستدراج الوحي قال أحدهم “أنظر إلى السهول ا-ل-س-ه-و-ل!”

حينها وجد الفريق عالماً ديناميكياً وصوراً محلية غنية تتميز بقوامٍ وألوان ومواد فريدة. وبتكرار العملية اكتشف المصممون اكتشافاً آخر؛ وعندها استطاع الفريق تأسيس منهجٍ حديثٍ وتقدمي اعتمد في جوهره على الأشكال الخطّية المستقيمة البسيطة.

وهكذا كان لهذه التركيبة الحديثة دورها كعلبة معداتٍ ساعدت على تأسيس مفرداتٍ حددت وعرّفت لغةً سمحت للمصممين بخلق مبنىً كلي مترابط ومتواصل مع بعضه من الداخل إلى الخارج وبالعكس.

أما عن مواد البناء فقد تمت الاستعانة بمواد شائعة؛ كالعشب والأخشاب والمعدن، والتي تنقلت جميعها وطغت على مختلف المناطق الداخلية والخارجية خالقةً انتقالاً غير مرئيٍّ من سهول البريري إلى المبنى مروراً بالكسوة وانتهاءً بالبيئة والفراغ الداخلي.

فبوقوعه في بريري نبراسكا محاطاً بمجتمع بيلفو، لا يتكلم المبنى لغة سكان المنطقة وحسب؛ وإنما يخاطب أيضاً جذور الموقع برمته، ابتداءً من الأعشاب المتمايلة مع الرياح والأشجار الضخمة وانتهاءً بالأفق القوي الذي شكّل المنصة الحاضنة لمثل هذا المبنى التقدمي.

أخيراً عن مواد البناء المستخدمة في الكسوة، فقد تمت الاستعانة بألواح الزنك والإيبه، التي شكّلت قواماً وحواجز خاصةً للكسوة، في حين يحاكي الإسمنت المسلح بنحته البارز (ريلييف) النقوش الصخرية الطبيعية التي تزين فراغات المبنى الداخلية حاملةً لغةً تصميميةً قوية عبر المركز برمّته.

إقرأ ايضًا