أيادٍ لبنانية تزيّن العمارة النمساوية مع فيلا A

4

قام رامز وكريم نجار من شركة Najjar-Najjar بنقل الأناقة اللبنانية إلى النمسا دفعةً واحدة، حيث أخذ المعماريان لبنانيا الأصل على عاتقهما منذ تأسيس شركتهما الخاصة في فيينا في العام 2009، رفد الساحة المعمارية بصروحٍ ومشاريع لا تخلو من تفاصيل متميزة. إذ قام الأخوين نجار بتصميم مشروعٍ جديد هو فيلا A، حيث تقع هذه الفيلا على إحدى منحدرات جبل Poestling المطل على مدينة لينز النمساوية.

يمكن الوصول إلى الموقع الخلاب عبر طريقٍ خلفية تصل الهضبة مع مدخل المنزل الرئيسي، الذي يغطيه سقفٌ ناتئ وواسع. وعند الوصول إليه نلاحظ بأن واجهة الفيلا المقابلة للشارع مطوقة بمجموعة من الأرصفة الحجرية الطبيعية لتوفير الألفة مع الشارع، بينما يكون الجانب الآخر مفتوحاً تماماً لتأمين إطلالةٍ شاملة وكاملة على المدينة.

من جهةٍ أخرى كان الأخوين نجار مقيدين إلى حدٍ ما بطبيعة وتضاريس الموقع، ولذلك نرى المنزل يغرق جزئياً في باطن الأرض، أما بالحديث عن أقسام المنزل الداخلية، فيمكن للمرء الوصول إلى منطقة الطعام المتصلة مع المطبخ المفتوح بإجتياز بضعة خطواتٍ نزولاً من القاعة المركزية.

في المقابل يمكن بلوغ المساحة الخارجية من الفيلا بالمشي قليلاً، والتي تضم مقاعد مريحة للغاية للراغبين في الجلوس قبالة بركة السباحة والاستمتاع بمشاهدة المدينة من بعيد، كما وقد تم اختيار مواد الإنشاء في هذه البقعة وغيرها وفقاً لوظيفتها.

لقد ركز الأخوين نجار على تضمين العديد من الوظائف في مساحة معيشة واحدة، إذ كان على هذا المساحة أن تستوعب مختلف الوظائف وعلى عدة طوابق، دون أن تغفل عن تحقيق التوازن ما بين خصوصية كل وظيفة وبقية أجزاء المساحة المفتوحة، وقد ساهمت المساحات الزجاجية كبيرة الحجم أيضاً بطمس المساحات الداخلية والخارجية.

أما بالحديث عن غرف الفيلا الفخمة، فتتفرد غرف النوم بالطوابق العليا، إذ يمكن الوصول إليها عن طريق الدرج الذي يؤدي إلى بهوٍ مفتوح، أما القبو الذي نراه غارقاً بشكلٍ جزئي في الأرض، فيشكل بدوره أهميةً خاصة لقاطني الفيلا، إذ أنه يضم العديد من مرافق اللياقة البدنية ومكتباً ومساحةً يلعب بها الأطفال. أخيراً وليس آخراً، تم إقحام المرآب وغرفة الصيانة إلى الأسفل من طريق الوصول إلى الجهة الشمالية من المبنى.

لقد برع الأخوين نجار بإبتكار سقفٍ متطورٍ للفيلا، وهو عبارة عن شبكةٍ من العوارض الفولاذية تكسوها ألواحٌ من الألمنيوم، حيث يبرز هذا السقف في الجهة الجنوبية والغربية من المبنى ممتداً فوق التراسات وذلك لتوفير الحماية من شمس الصيف الحارقة وبكفاءةٍ عالية، بينما يسمح لأشعة الشمس الدافئة في فصل الشتاء بالتسرب إلى المساحات الداخلية، كما وقد حاول المعماريان تطبيق مفهوم الطاقة السلبية، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى المبادل الحراري الموجود في الأرض والحواجز الشمسية المتوضعة على السقف.

وعلى أمل أن نسمع بمزيدٍ من الأسماء العربية تكتسح الساحة المعمارية نتنمنى للأخوين نجار المزيد من النجاح والتطور في النمسا وفي كافة أنحاء العالم.

إقرأ ايضًا