فرانك غيري يجتاح أستراليا ووحي من الأشباح في مخيلته

9

لطالما كان محور الجدل، إنه ذلك المعماري العالمي الذي يناهز الـ 81 عاماً، فرانك أوه غيري، ها هو اليوم يضع بصمته الفنية في أستراليا من خلال مبنى كلية الأعمال في جامعة التكنولوجيا في سيدني، والذي تبلغ كلفته ما يقارب الـ 150 مليون دولار أمريكي.

فعند سؤاله عن مصدر إلهامه في هذا المشروع، كانت إجابة غيري المازحة هي “الأشباح”، أشباح مايكل أنجلو وليوناردو دا فينشي بمنحوتاتهم المميزة التي أوحت شكل المبنى الحجري المتموج الذي يطغى على إحدى واجهات المبنى الفريدة.

أما عن الواجهة الأخرى، فقد تفردت تلك بمجموعة من الصفائح الزجاجية التي تعطي إطلالةً منكسرةً للإرث المبني منذ زمن بعيد والمؤلف بالمجمل من الحجر الرملي والطوب.

وكجزء من خطط الجامعة التجديدية المقدرة بمليار دولار أمريكي، سيحمل هذا المرفق الجديد اسم رجل الأعمال الأسترالي- الصيني، الدكتور تشاو تشاك وينغ، الذي كان له الفضل بالتبرع بمبلغ 20 مليون دولار أميركي للمشروع، الذي سيمتد على أحد عشر طابق بمساحة 16 ألف متر مربع.

وبالنسبة لمفهوم التصميم فهو خاصٌ بـ غيري دون أي منازع، فدون أدنى شك عزيزي متصفح المعمارية، ستلاحظ من خلال النظر إلى صور المشروع النزعة “الغيرية” التي باتت معروفةً عن مباني هذا المعماري العالمي، والتي أصبحت كلمة المرور التي تكشف عن تصاميمه أينما كان.

فبواجهاته المجعدة التي تكشف عن طيات أنيقة وفخمة بلون رمال شواطئ سيدني ونوافذه المتموجة، يحمل هذا المبنى ومنذ الآن لقب “منزل الشجرة”، حيث يصف فرانك غيري ما يمثل آخر أعماله بأنه “جذعٌ ولبٌ للنشاط… {فهو أشبه} بأغصان تساعد الناس على التواصل وعلى القيام بأعمالهم الخاصة.”

لابد وأن غيري بعد إلقائه محاضرةً في هذه الجامعة الراقية لم يحتمل فراقها، وقرر العودة حاملاً معه هدية ثمينةً لها، ليتجاوز سخاء غيري حدود المتوقع، بعرض على أربعة طلاب ماجستير في الجامعة فرصة التدرب في مقر شركة “غيري بارتنرز” في لوس أنجلوس لمدة شهرين كاملين.

وعن هذا التصميم الاستثنائي أشار نائب رئيس جامعة التكنولوجيا في سيدني، البروفيسور روس ميلبورن إلى أن هذا المبنى سيمثل نقطة علام في المدينة، حيث يتمثل العنصر الأساسي بالنسبة للجامعة أن يتم بناء الكلية من الداخل إلى الخارج لتحتضن متطلبات الجامعة في قلبها.

كما أضاف منوهاً إلى تحول كلية الإدارة الهام واضعةً نصب عينيها التأكيد على التفكير المتكامل الذي من شأنه أن يقدم طلاباً بمهارات خارقة ومعرفة اختصاصية.

فمنذ بداية العمل مع غيري وحسب تصريح ميلبورن، تم التعاون الوثيق بين الشركة المصممة وإدارة الكلية والأكاديميين والطلاب فيها بهدف تطوير بيئة تحتضن وتشجع على الانفتاح والتعاون في مجال التعليم والبحث والارتباط بالأعمال والمجتمع.

في الختام يجدر بنا التنويه هنا إلى موعد انتهاء المشروع، الذي سيبدأ في عام 2012 لينتهي عام 2014.

إقرأ ايضًا