مدينة Brussels البلجيكية تتخذ من أبراج Tour & Taxis رمزاً لها

5

تهدف الخطة الرئيسية الجديدة لمشروع أبراج Tour & Taxis إلى خلق أرض حديثة ومليئة بالحياة والنشاط على أراضي ضواحي مركز مدينة Brussels البلجيكية. حيث يتضمن موقع المشروع عدداً من العناصر والمناظر التي تتطابق مع السياق المحيط، ويبدأ باقتراح مشروع مدخل ذي بوابةٍ من أجل المنتزه المقترح، وهو المشروع الذي يعطي الموقع البروز المطلوب ويحميه من الطريق المجاور والنهر، فضلاً عن أنه المشروع الذي يقوم بإغلاق المنتزه -مثل غرفة- ويسمح بتعددية الارتباطات عبر الموقع.

هذا وتحتاج أبراج Tour & Taxi -الممتدة على مساحة 50,000 متر مربع- إلى أن تصبح رمزاً لمدينة Brussels وللتطوير المتكامل ككل. وهذا ما يحتاج إلى الارتفاع والكثافة، ولكنه يطالب أيضاً بمبانٍ ذات شخصية معمارية فريدة ومميزة.

لذا نسقت الشركة المصممة عملية تكتل المباني بحيث ترتبط بتكوين الخطة الرئيسية باستخدام مبنى Woontoren كجزءٍ من الخطة ودمج نطاقها. وهذا أيضاً ما يتيح خطة تمتلك الارتفاع والشخصية اللازمين لتصبح صرحاً معمارياً لمدينة Brussels، بينما تحافظ على نطاقٍ بشري أصغر محلياً في الوقت الذي ينحدر فيه التكتل باتجاه القناة المائية والمنتزه.

كمعماريين للواجهة الأمامية للمجمع، يقترح مكتب JDS للعمارة والتصميم بإدارة JULIEN DE SMEDT تشكيل وحدةٍ محددةٍ بوضوحٍ تعمل كمفصلٍ للواجهة المائية للمدينة بالتنسيق مع المنتزه العام المتوقع أنه سيكون الأكبر في Brussels.

وبوصفه جزءاً رئيسياً من الخطة الرئيسية لمشروع أبراج Tour and Taxis، لا يقوم المنتزه بتحديد الحافة المبنية وحسب، وإنما يفصل العمارة التاريخية للشركة المصممة العريقة الحاصلة على لقب Koniklijke (وتعني “مَلَكي”: وهو اللقب الذي يمنحه ملك بلجيكا للشركات والمؤسسات ذات الخدمة الكبيرة لمجتمعها) عن الخطة الرئيسية الجديدة.

كما لا يخلق مبنى BIM -مع أبراج الفنادق والمكاتب- نهايةً فقط وإنما بدايةً للمنتزه. وعلى أية حال، سينسكب المنتزه الجديد داخل القناة المائية، تاركاً وضعاً مفتوحاً وعاصفاً ربما سيجعل المنتزه يبدو عظيماً جداً وبسيطاً في نفس الوقت. كما تقترح JDS تغيير مكان مبنى BIM ليدخل أكثر في قلب المنتزه ومن أجل إغلاق المنتزه -تماماً كغرفة عمرانية- ولكن مع البقاء ضمن حدود الأنظمة والقوانين.

وهذا بدوره سيسمح بتأمين رابط رئيسي من القناة والطريق إلى المنتزه ولكن سيجعل المدخل أيضاً أكثر إنسانيةً في نطاقه. بينما سيسمح تكتل الأبراج -في هذه الحالة- بمشاهدة المناظر من Woontoren عبر الأبراج من مشهد الشارع المحيط.

هذا وتتمثل أحد القواعد الأساسية لتنفيذ خطةٍ ناجحةٍ في الحصول على خطوط رؤية واضحة ومباشرة مترافقة مع الوصول النفاذ عبر الموقع، ولهذا يمكن للمشروع أن يندمج مع الساحات العامة المحيطة والمنتزه. ولهذا السبب تحديداً اضطرت الشركة المصممة أن تستخدم خطوط الرؤية هذه من أجل خلق شوارع مشاة ذات مرافق تسوُّق سيتم تنشيطها بواسطة حركة مرور المشاة.

الواجهة الأمامية:

تم صنع الواجهة الأمامية من سلسلةٍ من الشرائح الطينية التي تتحكم بضوء الشمس لتجنب التسخين المفرط بالإضافة إلى التحكم بالوهج. كما تمتلك جميع الشرائح على الواجهات الأمامية الجنوبية ألواح PV شمسية على حوافها العليا والتي يمكن استخدامها من أجل إضافة الطاقة في المبنى.

بينما تمتلك الواجهات الأمامية خلف الشرائح درجات متنوعة من الجدران المفتوحة والمغلقة، وبالاعتماد على قيمة الضوء في وحدة قياس الإنارة Lux الضرورية لكل مساحة. وإلى جانب التحكم بالإنارة، كان على الشركة أن تهتم أيضاً بمسألة فقدان الحرارة.

وكما هو النظام المعترف عليه، سيكون هناك عدد أكبر من الواجهات الأمامية المعزولة والمغلقة على الأطراف الشمالية حيث يمكن أن يتم التحكم بخسارة الحرارة بواسطة تنظيم عزل الجدران وفقاً لذلك.

في حين يقوم ضوء الشمس على الأطراف الجنوبية بتقليل الحاجة إلى العزل ضد خسارة الحرارة، سامحاً بمزيد من الواجهات الأمامية الزجاجية. ويكمن الهدف الأساسي من هذه العملية كلها هو التحكم بكل من عملية إدخال الضوء وظروف فقدان الحرارة للمحافظة على توازنٍ ثابتٍ يمكن فيه للمبنى أن يعمل ككتلة موحدة للتحكم باكتساب الحرارة.

هذا ويمكن أن تعمل الأرضيات الاسمنتية أيضاً كحوضٍ حراريٍّ للسماح للألواح والشقوق باكتساب الدفء أثناء النهار وتدفئة المبنى ببطء في الليل، مما يُسهِّل خلق مبنىً دافئ في الصباح في المقام الأول بالإضافة إلى تأمين تكاليف تدفئة أقل.

ومن ناحيةٍ أخرى وكما ذكرنا آنفاً، تم صنع نطاق الواجهات الأمامية من سلسلة من الشرائح. فمع وجود أربع شرائح في الطابق الواحد، تغطي اثنتان منها صفيحة الأرضية والنطاق التقني لتخبئة أي استنفاذات من معالجة الهواء والعناصر التقنية. وعلى النقيض، توجد اثنتان إضافيتان من الشرائح تحت اللوح، واحدة تحدد خط النظر العلوي، تأتي بعدها الشرائح السفلية التي تعمل فعلياً كدرابزون أو رف كتب داخلي. وهكذا يحاول نطاق هذه الشقوق إجمالاً أن يتعاون مع نطاق المباني القرميدية الأهلية المجاورة والوحدات الصناعية، حيث تمتلك الكتل الكبيرة واجهات أمامية أكثر تفصيلاً مضيفةً خاصيةً إنسانية إلى مثل هذا المشروع الكبير.

وعلاوةً على هذا، نجد أن شرائح الواجهة الأمامية تمتلك وظيفة إضافية هي تسليط الضوء على كل التفافة أو التواء بينما يرتفع المبنى إلى قمته. أما بالنسبة إلى مبنى BIM فيوجد فيه لولبٌ من المساحة العامة وزوايا مخصصة لتناول القهوة وغرف اجتماع تشوه الواجهة الأمامية لتقوم بتقطيع النطاق أكثر، في سلسلةٍ مفتولةٍ من الفراغات التي تلتف من أسفل المنتزه مباشرةً نحو السقف. وبهذه الطريقة الغريبة، تصبح هذه الأبراج صرحاً معمارياً شامخاً في سماء بلجيكا، تماماً كما أرادت له الشركة المصممة أن يكون.

إقرأ ايضًا