متحف الصين للقرن الواحد والعشرين

8

ورد لبوابتنا العربية للأخبار المعمارية خبر بدء الأعمال الإنشائية في متحف داتونغ للفنون في الصين، بتصميم يمتاز بأربع كتلٍ هرمية متقاطعة بتوقيع العالمي نورمان فوستر.

إذ سيكون متحف داتونغ للفنون هذا واحد من المباني الأربعة التي ستتربع في الساحة الثقافية، حيث سيغرس جذوره عميقاً في صلب تلك الأرض.

من جهةٍ أخرى، سيحلق سقف المتحف الفولاذي الفريد فور الانتهاء منه بتشطيب من فولاذ كورتين سيتغير مظهرها مع مرور الزمن وتأثير ظروف الطقس عليها، وحينها ستلعب سلسلةٌ من الملاقف دورها في إدخال شرائط من الضوء الطبيعي المباشر على صالات العرض الداخلية.

وحسبما وردنا عن فوستر آند بارتنرز فإن متحف داتونغ للفنون سيكون فور افتتاحه في 2013 “متحف [الصين] للقرن الواحد والعشرين”، كما أنه سيمثل البلاد في جولة بازل الفنية الدولية التي ستحمل عنوان “ما وراء البناء”.

حيث سيمتد المتحف على مساحة 32 ألف مترٍ مربع، وستشكّل “القاعة الكبرى” نقطة الجذب الأساسية فيه بحجمها الهائل -طول 80 متراً وسقفٍ بارتفاع 37 متراً- ومساحتها المنارة من الأعلى، والتي ستحتضن تحفاً وأعمالاً فنية ضخمة سيتم تصميمها خصيصاً لها.

من الخارج، يتميز المبنى بشكله الأشبه بالتضاريس الطبيعية، حيث سيغرق جزءٌ كبير من كتلة المتحف تحت الأرض، لتنبثق أربعة قمم ضخمة مشكلةً السقف الذي سيكون بمستوى الأرض.

يُذكر أن تصميم المتحف يخاطب بشكلٍ مبهر المباني الثقافية الثلاثة التي ستجتمع وإياه في الساحة، الأمر الذي سينتج تركيباً كلياً متوازناً ويضاعف الكتلة الداخلية “للصالة الكبرى”.

يتألف السقف من أربعة أهرامات متراكبة، يتزايد ارتفاعها وتنفتح بالتوجه نحو زوايا الساحة الثقافية الأربع.

أما عن شريط النوافذ العلوية التي تشق جسد الكتلة فمن شأنها أن تخلق لعبةً ديناميكية بالضوء والظل داخل مساحات المتحف، هذا عدا عن دورها في إنارة المبنى وتشكيل منارةٍ خاصة بالساحة خلال ساعات الليل.

يمكن للزوار الدخول لمساحات المتحف عبر ممر منزلقٍ (رامب) وأدراج تم دمجها بالساحة كي تخلق مسرحاً غير رسمياً في الهواء الطلق، يتزايد فيه ارتفاع سلسلة الدخول بحيث تحظى بإطلالة ديناميكية على “الصالة الكبرى.”

أما فيما يخص التصميم الداخلي فسيحظى بخطةٍ مرنة للغاية قادرة على احتضان برنامجٍ متغير من أساليب العرض.

فعلى سبيل المثال تم تنظيم “الصالة الكبرى” أعلى مستوى منفرد يمكن تقسيمه للحصول على مساحات عرض ثانوية، كما تم دمج الخدمات بشكلٍ كامل بكتلة المتحف.

بالنسبة لصالة العرض المخصصة للأطفال وردهة المدخل والمقهى والمطعم ومساحات الدعم فقد تم تنظيمها حول ساحات داخلية منخفضة المستوى، لتحظى بذلك بما يكفي من الضوء الطبيعي.

وليس هذا وحسب؛ إذ يتمتع المتحف بتصميم سلبيٍّ فعال يستجيب لمناخ داتونغ، حيث تستفيد الملاقف المرتفعة بشكلٍ كبير من اتجاه المبنى الشمالي والشمالي الغربي، إذ يُستفاد من الضوء الطبيعي في الإنارة والتخفيف من الاكتساب الحراري، وهذا ما يوفر بيئةً مثالية لعرض القطع الفنية.

علاوةً على ذلك، يتميز المتحف بعزلٍ عالي الأداء يساهم في التخفيض من استهلاك الطاقة، فعلى سبيل المثال؛ تم عزل السقف -الذي يشكل نسبة 70% من المساحات المكشوفة- بطريقة تتجاوز ضعفي متطلبات كود البناء، حيث تم الاعتماد على التزجيج بمقدار 10%، كما تم تقليل متطلبات الصيانة بشكلٍ كبير.

وفي الختام نبقى مع كلمات السيد لوك فوكس حول المشروع، وهو أحد الشركاء الكبار في مؤسسة فوستر آند بارتنرز، إذ قال “نحن سعداء بالكشف عن تصاميم المتحف الجديد، ونتطلع قدُماً للعمل مع المدينة ونقل المشروع للمرحلة التالية، فبمجرد الانتهاء منها ستكون ساحة داتونغ الجديدة مركزاً للحياة الثقافية في المدينة، وسيجسد المتحف الجديد “الغرفة العمرانية” الخاصة بها، أي أنه سيجسد مساحةً ديناميكية مفتوحة للجميع للتلاقي والاستمتاع بالعروض والنشاطات المختلفة.”

إقرأ ايضًا