ماذا يحدث عندما يجتمع الماء والتراب والهواء في منتجع؟

7

تم الكشف مؤخراً عن منتجع آخر من سلسلة منتجعات Center Parcs الأوروبية بالقرب من بلدةٍ في مقاطعة موسيل الفرنسية، ويعتبر هذا الحدث ثمرة العقد المؤقت الذي وقعته إدارة السلسة مع مجلس مقاطعة موسيل ومجلس إقليم لورين المحلي من جهة ومع فريق ARTUR المعماري من جهةٍ أخرى.

يبرز هذا المشروع -على الرغم من أنه النسخة الرابعة التي تطرحها السلسلة- بعمارةً فريدة يطغى الخشب على ملامحها سواءً في العناصر الإنشائية أو في كسوة الواجهة، في الوقت الذي تندرج فيه المباني في النسيج النباتي بوقوعها في الجزء المنخفض من الموقع على حافة أشجار التنوب واللاركس.

ويضم AQUAMUNDO، وهو اسم المنتجع الجديد الذي يعني اجتماع الماء والتراب والهواء والضوء، على مساحة خمسة آلاف متر مربع العديد من الألعاب المائية والشواطىء المغمورة بالنباتات الاستوائية الكثيفة، وهو ما شكل تحدياً بحد ذاته إذ يعتبر إقحام هذه البنى الفوقية هائلة الحجم في الأراضي الطبيعية عملاً شاقاً للغاية، ولكنه في الوقت نفسه ضروريٍ لنمو الأشجار.

جاء الحل بتصميم كتلةٍ على شكل ثلاثة حلقات متقاطعة ومغطاة بمجموعة من المظلات المصنوعة من رقاقات الأخشاب، حيث تدعم هذه المظلات أقواساً ذات زوايا مصنوعة من الستانليس ستيل ويغطيها غشاءٌ شفاف من عدة طبقات قابل للنفخ، كما تتألف كتلة المنتجع من ثلاثة قناطر تمتد حتى 35 متراً وتتفاوت في الارتفاع بين 13 و16 متراً، وتستقر هذه البنى الفوقية بدورها على قاعدة معدنية صلبة ترتفع من 5 إلى 7 أمتار لتطوق برك السباحة، كما وتكشف هذه القاعدة التي تشكل الجدار الأخضر في الخارج عن مخزونٍ مائي ضروري لتوفير الطاقة في المبنى.

بالوصول إلى البيت البلاستيكي أو GREENHOUSE، الذي يعتبر حديقة المنتجع الشتوية والنقطة الأبرز في التصميم، استمد معماريو ARTUR مفهومه من تاريخ الموقع ومن ظروف المساحة الداخلية والخارجية بوحيٍ من الأجواء الاستوائية داخل البيوت البلاستيكية، وشرعوا بتغطية هذه الحديقة بكتلة خشبية خفيفة للغاية لتستريح فوق تعريشة من الأعمدة المائلة بشكلٍ عشوائي، وذلك لتقليد إيقاع جذوع شجر التنوب والصنوبر المتمايلة بشكلٍ عنيف أثناء العاصفة التي خلفت بصماتها على هذا الموقع.

ونعود إلى الكتلة الخشبية التي يصل ارتفاعها إلى 12 متراً، والتي تم تصنيعها من أعمدةٍ مركبة (عبارة عن أنابيب فولاذية مكسوة من الخارج برقاقات الخشب) تم رصفها على شكل شبكة بأبعادٍ تبلغ 7,5 ×10,0 م بالإضافة إلى أعمدة خشبية تم رصفها هي الأخرى طولياً على طول المبنى لتبرز تحتها الدعامات الخشبية بفواصل بينها تبلغ 1,25 م، لتفسح بذلك هندسة عناصر السقف المجال أمام الاندماج مع حواجز التظليل في الجهة الشمالية من الكتلة.

يُذكر أن هذا المشروع الرائد هو ثمرة شراكة سابقة بين فرنسا والصندوق العالمي للطبيعة، حيث طُبقت فيه معايير THPE الخاصة بتحقيق الكفاءة العالية في استخدام الطاقة، كما وقد حصل المشروع على شهادة جودة المعايير البيئية عن فئة المباني الصناعية الخدمية، والتي تم تضمينها في أنظمة الإدارة البيئة في منتجعات Center Parcs المعتمدة منذ عام 1999 من قبل شهادة الآيزو 14001.

هنا لابد لنا من الإشارة إلى أنه قد تم التوصل إلى جميع الاحتياجات من حيث الكفاءة ومواد العزل والطاقة فضلاً عن إدارة الموقع، حيث تغطي الغرفة الخشبية الخاصة بمعدات التدفئة ما لا يقل عن 90% من احتياجات المبنى من حيث التدفئة وتسخين المياه، في الوقت الذي تم فيه تأمين الخشب المستخدم من المنطقة المحلية.

وما زلنا في السياق نفسه، حيث وصلت نسبة خفض انبعاثات الكربون إلى 2,900 طن / سنة، كما كانت التهوية الطبيعية هي الخيار الأمثل الذي سمح بتوفير قرابة 250 ميغاوات من الكهرباء في السنة، ويسترعينا هنا يتم تخزين مياه برك السباحة الخارجية في مناطق عازلة أثناء الليل، مما يلغي الحاجة إلى إعادة تدفئتها مرة أخرى، لتمثل هي الأخرى نسبة جديدة من التوفير السنوي بما يقارب 1200 ميغاوات. وأخيراً سمح ذلك بإعادة استخدام 60% من المياه المرشحة التي تبلغ 20,000 متر مكعب في السنة.

إقرأ ايضًا