حصيلة عمل ورشة عمل معمارية تدريبية

9

يُقال أن الخبرة العملية قد تتفوق على المعرفة النظرية في كثيرٍ من الأحيان…

يبدو أن معماريي شركة Mackay-Lyons Sweetapple يتبنّون هذه المقولة؛ حيث تتفرد مؤسستهم المعمارية بجهودها الرامية لترويج ورعاية ونشر المعرفة المعمارية حصراً عن طريق التجربة العملية المباشرة، ففي مختبر غوست المعماري التابع لهم يتم التأكيد على كل ما يخص قضايا تصميم المناظر الطبيعية وثقافة المواد والمجتمعات وغيرها من الأمور التي على كل معماري أن يكون ملماً بها، وذلك من خلال ورشات عمل ودورات تدريبية تُعقد على مدى أربع أسابيع صيفاً؛ يجتمع من خلالها الطلاب بالبنائين والمهندسن والمعماريين وأساتذة الجامعات ليتلقوا تدريباً مكثفاً عن التصميم والبناء، الأمر الذي نتج عنه مشروعنا لليوم “مبنى غوست 7” هذا الواقع في كندا.

يؤمّن مبنى غوست 7 مسكناً للمشاركين المستقبليين في بادرة غوست التثقيفية، وذلك في ملاذٍ يتربع في أحضان الطبيعة الكندية بكتلةٍ مخرمةٍ ومظهر يناقض المساكن الريفية التقليدية التي عادةً ما تبدو دفاعيةً للغاية؛ الأمر الذي ساعد المناظر الطبيعية الخلابة على التسلل للفراغات الداخلية، في الوقت الذي تظهر فيه هندسة المبنى مستمدةٍ من الشبكة الإنشائية التي تسيطر على مبنى غوست 5 المقابل الذي قام طلابٌ مشاركون في الصفوف التدريبية تحت إشراف Mackay-Lyons Sweetapple ببنائه خلال فترة أسبوعين فقط.

يمكن وصف الكتل الأربعة الناتجة بأنها عبارة عن مزيجٍ من الحجرات والأجنحة, فهي أشبه بالحجرات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مساحتها المحدودة (720 قدم مربع) وشكلها المتواضع، وهي أشبه بالأجنحة إذا ما أخذنا بالحسبان نطاق التجارب الفراغية الغنية التي تهدف لخلقها عبر خطتها الحرة الحديثة في حضن المناظر الطبيعية.

هنا تجدر بنا الاشارة إلى أن سلسلة مباني غوست 7 هذه بمساحاتها البينية الضيقة قد جاءت بوحيٍ من حظائر الأسماك التقليدية المنتشرة في منطقة نوفا سكوتيا الكندية.

وبطريقة المعماري لويس كان تتألف مجموعة المباني هذه من “صندوق خادم” يطوقه “كوخ مخدوم”؛ ويحتوي “صندوق الخادم” على مناطق النوم وحمام ومطبخ إلى جانب الخدمات الميكانيكية وشرفة جذابة؛ في حين يحتضن “الكوخ المخدوم” على منطقة التجمع واللقاء، وهنا يمكن وصف الصندوق بأنه عبارة عن ملاذ مدفّأ ومشطب بكسوةٍ من الألواح العمودية، في الوقت الذي يظهر فيه الكوخ بهيئة خامة بمساحاته غير المدفّأة وكسوته من الألواح الخشبية البيضاء البالغة سماكتها أربع إنشات بهدف الحماية من عوامل الطقس.

أخيراً تجدر بنا الإشارة إلى التأثير الرقيق الذي يتمتع به هذا المبنى على البيئة المحيطة؛ حيث تقوم الأخشاب مسبقة الصنع بحمل الجهد على الأساسات، في حين تتألف الكسوة من إطارٍ 2×4 من الدعائم الخشبية المقطوعة بخشونة، ليتمتع المبنى في النهاية بسقفٍ معدنيٍّ مموج من خليط الزنك والألمنيوم والسيليكون المعروف باسم galvalume.

إقرأ ايضًا