المنزل الأرجواني… يعيد أمجاد الرومان القدامى

11

كما قام الرومان مرةً بإدخال الصفر من بلاد العرب إلى أوروبا، قام المعماري أنتونينو كارديلو من مقره في روما بإدخال قواعد العمارة الرومانية الكلاسيكية إلى تصميم المنزل الأرجواني أو Purple House في مقاطعة بيمبروكشاير البحرية جنوبي غربي ويلز، إذ يمثل المنزل -على حد اعتقاد كارديلو- رحلةً شخصية لاواعية إلى التاريخ الروماني لاستكشاف عناصر متنوعة وإعادة استحضار رؤى بعيدة على أمل تعريف العالم بالتبادلات المنسية بين انكلترا وويلز وإيرلندا وصقلية…

فبحلول القرون الوسطى بين عامي 1130 و 1194، تقاسمت انكلترا وويلز وإيرلندا مع صقلية المملكة النورماندية، ويمكننا القول بأن التاريخ البريطاني قد صُنع للمرة الأولى في العصر الروماني، فقد كان للرومان دورٌ كبير بكسر عزلة الجُزر البريطانية… من إدخال الصفر إلى العديد من الابتكارات المأخوذة من ببلاد العرب آنذاك، وليس أقلها إعادة المخطوطات الرومانية القديمة والرومانية الكلاسيكية… باختصار لقد وضع الرومان الأساس لولادة عصرٍ أوروبي حديث.

لذا قام كارديلو بتطويق المنزل الأرجواني بجدران ضخمة منقوشة بواجهةٍ داخلية مشابهة للقباب الكريستالية في الزوايا، في محاولةٍ لتسليط الضوء على تاريخ الرومان من خلال هذه الأشكال المعمارية، وسوف تلاحظ عند متابعة تفاصيل المساحات الداخلية المجوفة من هذا المنزل/الكهف بأن تلك المساحات تبدو وكأنها تسحب الضوء، الذي يصطدم بدوره بالمنحنيات والحواجز، ويجتمع في الزوايا قبل أن يتلاشى بعيداً وسط الشقوق…

ومن الملفت بأن إضاءة المنزل الأرجواني تقوم بفرض أجواء وأشكال مختلفة من الفجر وحتى الغسق، ففي منتصف النهار تقوم هذه الإضاءة بتقليل الحواجز المنحنية في غرفة المعيشة؛ حيث يقوم الضوء باختراق الفتحات شبه المنحرفة المنحوتة في الجدران بالقرب من السقف، ومن ثم يتحول إلى ما يشبه الشفرات المتسارعة بفعل كاسرات الشمس.

أما عند الغروب، يحل الظلام في غرفة المعيشة، وتغيب كافة الأجزاء، وتقتصر الإضاءة على وهجٍ بعيد ينتشر حول وداخل القاعدة المجوفة، وما بين ضوء النهار وعتمة الليل، سوف يستشعر زائر المنزل الأرجواني تفاصيل الكتلة المتجانسة والمجزأة، المصنوعة من الإسمنت والحجر والمتشحة باللون الأرجواني…

إقرأ ايضًا