هل يخفي منزل طروادي في ملبورن شيئاً بداخله؟

2

تطلب ازدياد عدد أفراد الأسرة المكونة حالياً من والدين وثلاثة أطفال تحت سن العاشرة توسعةً لمنزلهم. ولكن بطريقةٍ تبتعد عن التقليد الشائع بإضافة صندوقٍ ضخمٍ خلف المنزل ليكون غرفةً للأطفال. فهذه العائلة تهتم كثيراً بالحفاظ على المساحة المحيطة بالمنزل كحديقةٍ وكراج، كم تهتم أيضاً بالعيش في مسكنٍ مميزٍ وفريدٍ من نوعه.

وهذا تماماً ما جعل شركة Jackson Clements Burrows Architects المصممة تفكر بطريقةٍ مبتكرةٍ لتمديد الطابق الثاني فقط من خلال وضعه على عارضةٍ تطوف فوق الحديقة وتحمل ثلاث غرفٍ للأطفال مع حماماتها. وقد استوحت الشركة تصميمها هذا من الوديان والهضاب في هذه المنطقة المحاطة بالطبيعة والجمال الطبيعي. فتم إكساء هذا البناء الإضافي الضخم بالخشب، كما تمت تغطية النوافذ بأبجوراتٍ من نفس لون الخشب وبنفس التناغم والانسيابية.

وقد تمت تسمية هذا المنزل بالمنزل الطروادي بسبب طريقة كسوته وتغليفته المتميزة هذه؛ وهو تصميمٌ غير شائعٍ في هذه المنطقة من ملبورن في أوستراليا، فهو في النهاية يبدو كمبنى يضم شيئاً غير متوقع، حيث تختفي النوافذ داخل الأبجورات، وحيث لا يستطيع أحدٌ توقع شكل التنظيم الداخلي.

ولكن داخلياً نجد أن التصميم يتمدد ليتسع لكل ما ترغب به العائلة، ففيه غرف النوم والحمامات في الطابق العلوي، وبقية غرف المعيشة والجلوس في الطابق السفلي. كما يحوي هذا المنزل عاملاً مهماً لم يكن في الحسبان، إذ استطاع دمج غرف الأطفال بردهة المنزل الرئيسية بحيث لا يشعر الأطفال بالانعزال داخل غرفهم، وإنما يشعرون وكأنهم جزءٌ من هذه المساحة الداخلية الرحبة.

أما التواصل البصري بين الطوابق فقد تحقق بفضل النوافذ الدائرية المنتشرة عبر الممر وفي الحمام وإحدى غرف النوم في الأعلى. بالإضافة إلى تضمين مساحةٍ فارغةٍ تسمح بالتواصل وتخلق حواراً بين الطابقين، وبين غرف الأطفال وغرف المعيشة، إذ يوحي هذا الترابط وكأن المنزل كله يتجمع ليتدفأ أمام المدفأة الحجرية في ركنٍ دافئ.

وبالنسبة للغطاء المطريّ الذي يغلف الأسطح فله دورٌ في التدفئة بشكلٍ غير مباشر. فهو يظلل المنزل طبعاً في الصيف، ويعمل كطبقةٍ عازلةٍ نوعاً ما في الشتاء بخلقه طبقة هواءٍ دافئ بين الخارج والداخل.

ويوجد في الطابق السفلي ممرٌ يلعب به الهواء ومساحةً فارغة تحوي المدفأة الحجرية وتساعد على تبادل الهواء أيضاً، مما يوفر التهوية الطبيعية الصحية للمنزل ولكل غرف النوم. كما يساعد هذا التخطيط على طرد الهواء الساخن في الطبقات العليا، مما يساهم في عملية التبريد صيفاً.

أما ري حديقة المنزل، فقد تم تطبيقه من خلال الحرص على الإستفادة من مياه بركة السباحة بعد تصريفها والمياده الرمادية (وهي مياه الاستخدام اليومي عدا مياه الصرف الصحي). ليمثل بذلك نوعاً من الحلول الهامة للحفاظ على البيئة ولاستدامة المنزل، حيث تبلغ كمية المياه التي كانت ستهدر في غير طرقٍ ما يعادل 11,000 لتر.

وبالنسبة لتقنيات بناء الجزء المضاف للمنزل، فقد تم استخدام كسوةٍ من الإسمنت المدّعم والمضاد للماء، مع ألواحٍ خشبيةٍ عازلةٍ كغطاءٍ ضد المطر في السقف. في حين تمتد أرضية العارضة لتطفو فوق الحديقة بعد تدعيمها بألواحٍ فولاذية تم تثبيتها وتضمينها في الجدران.

وباختصار، ربط هذا المنزل بشكله الجديد قوة ومتانة التصميم من جهةٍ بالطفولة ومتطلباتها من أجل عائلةٍ صغيرة من جهةٍ أخرى، وأحاطها بغلافٍ فريدٍ من نوعه فبدى المنزل بطابعه الطروادي يستحق اسم Trojan house.

إقرأ ايضًا