جناح “الشارع السعيد”: محطةٌ هولنديةٌ ملفتةٌ في شنغهاي

5

يعد تقديم الجناح الهولندي إلى معرض شنغهاي العالمي لعام 2010 استثنائياً حقاً، ففي هذه المرة، لن يكون هناك الجناح الكلاسيكي ذو الخطوط الطويلة من الزوار المنتظرين في الخارج بينما يجري التقديم في الداخل. حيث ستقوم هولندا بظهورها في معرض شنغهاي العالمي على طول شارعٍ كاملٍ، ويعد التقديم المسمى “Happy Street” أو “الشارع السعيد” استجابةً المصمم John Kormeling -المهووس بالتصميم العمراني القادر على استيعاب عدد متزايد من السيارات والبنى التحتية المرافقة- لموضوع المعرض الصيني الرئيسي”Better City, Better Life ” أو “مدينة أفضل، حياة أفضل” وللمواضيع الفرعية الأخرى وهي:

• التنوع الثقافي العمراني. • الازدهار والنماء العمراني الاقتصادي. • الإبداع في مجال العلم والتقنية في النطاق العمراني. • تجديد صياغة المجتمعات العمرانية. • التفاعل بين المناطق الحضرية والريفية.

وبما أن العديد من الصينيون يعلمون فقط أن هولندا هي موطن Philips و Johan Cruijff وأزهار الخزامى والقباقيب، جاء هذا المعرض ليؤكد الشعب الهولندي من خلاله أن بلدهم يمتلك أكثر من هذا بكثير ليقدمه للعالم.

فقد تم تصميم جناح “الشارع السعيد” الهولندي من قبل المهندس المعماري والفنان John Körmeling ليحتوي على تعليقاتٍ ساخرةٍ ومرحةٍ على توحد أذواق وعادات شعبه، وليمتد على شارعٍ كاملٍ على شكل رقم 8، وهو الرقم المبشر بالنجاح والحظ السعيد تبعاً للثقافة الصينية. ويستطيع الزوار أن يتنزهوا على طول المنازل ذات الأنماط المختلفة لتمثِّل التقليد المعماري الهولندي، بما فيها تصاميم كل من Gerrit Rietveld و Jan Wils.

وبعد أن تم تقدير أن نسبة 55% من مجموع سكان العالم ستعيش في المدن بحلول عام 2010، جاء منظموا معرض”Better City, Better Life” ليتحدّوا المشاركين من أجل إبداع أفكارٍ خاصةٍ بالمدن القابلة للمعيشة في القرن الحادي والعشرين. وبوصفها بلداً متحضراً وعالي الكثافة السكانية، تمتلك هولندا الكثير لتقدمه في هذا المجال، حيث يروج المعرض الهولندي لمبادئ الاستدامة والبيئة والمسؤولية الاجتماعية المشتركة. كما يعرض ،على سبيل المثال، الطرق الإبداعية التي تتعامل بها هولندا مع عناصر المساحة والطاقة والمياه.

وبالنظر إلى الـ 16 مليون شخص الذين يعيشون على منطقةٍ بمساحة 41 ألف كيلومتر مربع، تعد هولندا بلداً فعالاً ومنظماً. وفي هذا المعرض العالمي يؤكد هذا البلد أن أبناءه قادرون على العيش تحت مستوى البحر وأن بلادهم هي عاملٌ عالمي أساسيٌ في بعض المجالات، نتيجةً لإبداعه وابتكاراته وإصراره على تحقيق غاياته. فعلى سبيل المثال، كانت أول بورصة عالمية وأول شركة متعددة الجنسيات من إنجاز الشعب الهولندي. وتتضمن أمثلة أخرى على إبداع هذا الشعب خطة إدارة الموارد المائية الهولندية، وأسماء السادة الهولنديين المشاهير مثل Van Gogh و Rembrandt، والنجاح الأحدث للمعماري Rem Koolhaas.

وفيما يخص التوجه التجاري والمجالات الأخرى، نجد أن الشعب الهولندي يستمتع بالتعاون مع الآخرين، فقد كان توجههم عالمياً على مدى قرون، فضلاً عن وضوحهم وانفتاحهم. ولا يمكننا أن ننكر أنها -أكثر من أي مدينةٍ أخرى في العالم- تعد أمستردام موطناً للكثير من الجنسيات، كما تعمل شركات التجريف والحفر الهولندية وعاملي بناء الخنادق على نطاقٍ عالمي أيضاً.

وفي النهاية نذكر أنه من بين أشهر تصاميم المعماري Körmeling تصميمه لمدخل متحف Boijmans van Beuningen في روتردام، ومتحف Middelheim Sculpture في Antwerp في عام 2005.

إقرأ ايضًا