لم تكن مهمة فريق Kis Péter Építészműterme المعماري سهلة على الإطلاق، إذ كان على مشروع شارع براتر السكني أن ينخرط في السياق العام دون التسبب بأية فوضى في بنيانه، إذ لم تكن الفكرة هنا التمرد على البيئة المحيطة، بل على العكس تماماً، كان على فريق العمل إيجاد شكلٍ مقبولٍ يتناسب مع القالب المعماري السائد في بودابست بتكليفٍ من البلدية.
وكنتيجةٍ لذلك جاء شكل المبنى بوحيٍ من البيئة والمباني المحيطة، كما ساهمت الجدارن المقاومة للحريق القائمة في الموقع بتحديد كتلة المبنى من جهتين؛ فقد قامت بتحديد خصائص الموقع وتقسيم المبنى إلى عدة كتلٍ مختلفة الأشكال؛ إذ عوضاً عن بناء شيءٍ جانباً، قام فريق التصميم بإضافة الشكل إلى قلب الموقع.
وقد ظهرت براعة فريق العمل جلياً بالنظر إلى طريقة دمج كتلة المشروع مع المباني المحيطة، فضلاً عن قدرة هذه الكتلة على تغطية جدران الحريق والكشف عنها في آنٍ واحد، فعلى الرغم من ظهورها كملحقٍ ثانوي للمباني الأخرى، ظلّت بارزةً عنها، والفضل هنا للتشطيبة المبتكرة ومواد البناء المختلفة.
لقد كانت النية تطوير الموقع والمباني المحيطة على نحوٍ أوسع، وتعتبر الحديقة الداخلية الناجمة عن تداخل مباني شارع براتر إحدى أهم ثمار هذا التطوير، حيث تربط الشارع مع المساحة الداخلية من الكتلة الجديدة بصرياً، فضلاً عن ضخّها نفساً أخضر في المشروع، مما ساهم بإدخال ضوء الشمس إلى الشارع الداخلي والشقق أيضاً.
علاوةً على ذلك، قام فريق العمل بربط المساحات العامة مع الحديقة الداخلية، وقد ساهم ذلك في إضفاء قيمة معينة على شقق المبنى، أما وبالاستفادة من الموقع رفد معماريو Kis Péter Építészműterme مشاهد الحديقة هذه بتراسين علويين مطلين على المدينة الاستثنائية وتلة Gellert بشكلٍ بانورامي، وأخيراً فقد ساهم هذا الغطاء النباتي بخلق حديقة متتابعة على شكل حرف L، بالإضافة إلى مساحة أخرى عامة تقوم بفصل وربط كتلتي المبنى الجديد.
ونأتي على تنظيم المساحات الداخلية حيث نلاحظ وجود منطقة طولانية واضحة وغير معقدة تربط جميع الوظائف من الشقق إلى الحديقة إلى المساحات العامة، كما وتتبع هذه المساحات في تصميمها نظاماً غاية في المرونة يظهر جلياً في تنظيم وتصميم الشقق.
وأخيراً نجد أنه قد تم استخدام أساليب بناء معاصرة للغاية دون إغفال استدامة المبنى أو استخدام مواد البناء المستدامة، ففي الوقت الذي يوحي فيه المبنى بالأناقة والتوازن نلاحظ أنه قد تم تنظيمه وظيفياً عن قصد دون أن يؤثر ذلك تكلفة البناء حتى.