مكتبة للأطفال من آلام السيد المسيح وقلبه النازف

2

بمسقطٍ مرتبطٍ تماماً باسمها جاءت مدرسة القلب المقدس في مدينة فكتوريا بأستراليا لتحتضن طلابها في جوٍ من الود والتعاطف الذي يحث عليه الجو الكنائسي المخيم على الموقع. فباعتماد تقاطع شكل القلب البشري مع قلب الحب كقاعدةٍ هندسيةٍ أساسيةٍ في مسقط المشروع جاءت جدارن المدرسة بشكلها المميز لتطوق مساحةً تعليميةً فريدةً من نوعها، ولينتج عن هذا التداخل مخطط بشكلٍ هندسيٍ غير منتظمٍ لا يستجيب لمتطلبات الحجم والتناسب المهذبة، بل يخلق عوضاً عن ذلك حالةً عمرانيةً خيالية مستوحاة من الترجمة الحرفية لقلب المسيح النازف.

كانت الفكرة الكبيرة الكامنة خلف تصميم مكتبة مدرسة القلب المقدس الابتدائية هي خلق مساحة داخلية تشير إلى الثقافة الدينية للمدرسة بطريقةٍ رقيقةٍ، وذلك من خلال إعادة تفسير اللغة البصرية للمذهب الكاثوليكي. وقد قامت شركة Suters المعمارية بتصميم هذه المكتبة بالتعاون مع الشركة المقاولة Contract Control, حيث تم إنجازها في عام 2008 ليكون تصميماً مبتكراً يعطي المدرسة هويةً واضحةً في كلاً من المساحات الداخلية والخارجية للمبنى من خلال تصوير قدسية اسم المدرسة الذي بات يمثّل بطاقة تعريفٍ بالمجموعة العميلة المتمثّلة بأبرشية القلب المقدس.

هنا نحيطكم علماً بأن المشروع ما هو إلا عملية تطويرٍ عمرانية طالت موقعاً احتضن فيما مضى ساحة لعبٍ بأرضٍ إسفلتية تتوضع بين مبنيين مدهشين يعودان للقرن التاسع عشر, ألا وهما كنيسة القلب المقدس وقاعة المدرسة المجاورة. وبناءً عليه كان معماريو المشروع حذرين للغاية عند تصميم المكتبة، وذلك لتحقيق توازنٍ يحترم وجود هذين المبنيين المستقلّين ويكمّل الموقع ككل.

أما عن متطلبات العميل فقد تمثّلت في إيجاد مساحةٍ متعددة الاستخدام تحتضن صفاً للمعلوماتية ومكتبةً ومساحةً لتعليم القراءة والكتابة باللغة الانكليزية إضافةً لمركزٍ للتعليم؛ بحيث تكون هذه المساحات كبيرة وخالية من الأعمدة يقطعها طابق خدمي مرتفع يتشكل من تقوسٍ كبيرٍ لشكل تاج السيد المسيح. وطبعاً يشجع هذا الطابق الخدمي المزود برتلٍ من النوافذ على إدخال الضوء والتهوية الطبيعيين رافعاً مساحات التعليم عن مستوى المنافع ومؤمناً مساحاتٍ مزدوجة الارتفاع وذات نوعيةٍ أثيريةٍ خلابة تذكرنا بالكنيسة والقاعات المجاورة.

إقرأ ايضًا