قوس قزح ملون يستقر في إحدى بنوك طوكيو

5

عادةً يظهر قوس القزح في الأفق بُعيد هطول الأمطار، ولكن قد تستغرب عزيزي القارئ وجود قوس قزحٍ دائم الظهور في العاصمة اليابانية طوكيو، فقد قام المعماري الفرنسي Emmanuelle Moureaux بتصميم فرعٍ جديد لبنك سوغامو شينكن هناك، تتألف واجهته من اثنتي عشر طبقة أفقية… كل طبقة ملونة بلونٍ من ألوان قوس قزح، وذلك انطلاقاً من سياسة الشركة، التي أخذت على عاتقها غمر زبائنها بالرضا والسعادة في كل مرة يفدون بها إلى مقر البنك.

وبغض النظر عن الخدمة الراقية التي تقدمها إدارة البنك، ارتأى Moureaux أن يعكس تصميم الفرع الجديد أجواء النشاط التي تغمر البنك عادةً، لذا ما كان منه إلا أن رصف اثنتي عشر طبقة في واجهة المبنى… حمراء وزرقاء وخضراء وصفراء، حيث تضرب هذه الألوان عرض الحائط الأبيض مخلفةً أثراً رقيقاً وشعوراً بالحميمية والدفء.

أما في الليل فتظهر لمسة Moureaux الفرنسية الأنيقة، وذلك بفضل إضاءة الطبقات الملونة بأضواء خفيفة تختلف في حدتها حسب فصول السنة وفترات اليوم، ليستمر المشهد وصولاً إلى المساحات الداخلية، ونقصد هنا الألوان، فقد تم اختيار ألوان الأثاث لتحاكي ألوان الطبقات في الواجهة، وينطبق الأمر ذاته على رسومات السقف التي تصور نبتة الهندباء، التي تتألق في كل مرةٍ بلونٍ مغاير.

من جهة أخرى، قام Moureaux بضخ الضوء في الداخل كما ضخ الأضواء في الخارج، حيث يسترعي الزبون عند دخول البنك ثلاثة ملاقف بيضوية الشكل… وكأن ثلاثة قطعٍ من السماء تتوزع على السقف، في محاولةٍ لضخ الهواء الطبيعي في المكان وبالطبع إقحام الطبيعة في التصميم وتحديداً السماء، وبذلك لن تستطيع منع نفسك من النظر إلى الأعلى مهما حاولت.

وبصرف النظر عن أهمية هذه الملاقف في التصميم، لا يمكننا أن ننكر تأثير تلك الرسومات التي تصور نبتة الهندباء، حيث كان لها أثرٌ كبير في إضفاء شيءٍ من الديناميكية على السقف، خاصةً مع نهاياتها التي تبدو وكأنها تتراقص في الهواء بفعل الرياح، لتستريح أسفلها مجموعةٌ من الكراسي الملونة باثنتي عشر لوناً مختلفاً.

وعلى الرغم من انفصال الطابق الثاني -الذي تم تخصيصه ليضم المكاتب وقاعات الاجتماعات والكافتيريا- عن الأول تماماً، وعن الثالث الذي تشغله غرف تبديل الملابس الخاصة بطاقم العمل، يشترك هذان، ونقصد هنا الأول والثاني، بثلاث مناور زجاجية طويلة، حيث لا يخفى على أحدٍ هنا قدرة المناور على ضخ الضوء الطبيعي والتهوية الطبيعية أيضاً.

يُذكر أن الكسوة الخارجية قد تم تشطيبها بصفائح مصنوعة من الألمنيوم تم طليها بطبقة من الرانتج، في حين تم إكساء الأرضية في الداخل بالسجاد تارةً، وبالفينيل تارةً أخرى، أما الجدران فقد تم تنفيذها باستخدام أغشية من مادة بولي فينيل كلورايد ومن ثم تم لصقها بأغشية ملونة لاصقة، كما هو حال السقف الذي تم طلاؤه بطبقةAEP قبل لصقه بنفس النوع من الأغشية.

إقرأ ايضًا