المسرح… نجم الساحة في لشبونة

12

بغض النظر عن قيمتها المعمارية والتاريخية وموقعها الاستراتيجي وسط لشبونة، كانت ساحة ساو باولو مجرد ممر على الطريق إلى النوادي والحانات تحت الأرض في منطقة وسط المدينة، بكلماتٍ أخرى… لقد كانت مجرد صحراء وسط لشبونة!

ولكن جرى ما كان ليس في الحسبان، فقد قامت جمعية Parafernália الثقافية بالتعاون مع شركة Ordem dos المعمارية بالاستفادة من احتفالات شفيع المدينة -سان أنطونيو- خلال شهر حزيران في تنشيط وتفعيل هذا الموقع ووضعه من جديد على خارطة المدينة.

وقد تمحورت أفكار الجمعية بشكلٍ رئيس على تأمين مسرحٍ جذاب وأنيق ليكون منبراً لفناني البرتغال، في المقابل يجب ألا يتجاوز هذا المسرح القطعة الواحدة، كما ويجب ألا تتجاوز تكلفة المشروع ميزانية جمعية Parafernália، والأهم من هذا وذاك يجب أن يخدم المسرح الجديد بمثابة المحرك لكافة الأحداث الثقافية.

باختصار كان عليه أن يكون نجم الساحة والحفلات على حدٍ سواء، ولا نقصد هنا الحفلات الموسيقية الضخمة فقط، بل والحفلات الشعبية، التي تضج بموسيقى الروك والموسيقى العالمية.

على الرغم من ندرة الموارد، فقد نجح فريق LIKE -بعيد تكليفه بمهمة تصميم المسرح- أن يحول كتلة Party Animal من مجرد كتلة خفيفة الوزن عبارة عن أجزاء مسبقة الصنع، إلى كتلة محفزة للسياق العمراني وقادرة في الوقت ذاته على المحافظة على التسلسل الهرمي للساحة على مساحة 80 متر مربع، وذلك بالاستفادة من الألوان، على نقيض العتمة التي تلف البلدة القديمة.

أما واجهة Party Animal هذه فتشبه واجهة مبنى Casa dos Bicos الذي يقع بالقرب من هذا المكان، بالإضافة إلى البالونات التقليدية في احتفالات سانت أنطونيو، حيث قام فريق LIKE بإكساء كتلة المسرح بمادة نسيجية مصبوغة باللون الأحمر، فالغاية أولاً وأخيراً جعل المسرح أقرب من الناس والمدينة، وبغض النظر عن كونها مظلة أثناء هطول الأمطار، فقد تم تنفيذ الكتلة باستخدام البلاستيك الشفاف، مما يؤمن، عدا عن التظليل، رؤية النصب التاريخي وراءه أي كنيسة القديس بولس، لتكون جزءاً من المشروع ومرئية بالكامل من جميع أنحاء الساحة.

أما في أيام الصحو، فتضفي شمس لشبونة التوهج على كتلة المسرح وتكشف في المقابل عن مجموعة من الظلال، وقد حافظ فريق LIKE على ذاك التوهج في الليل أيضاً، حيث قام بإضاءة الكتلة بإطار من المصابيح الحمراء، فهل ياترى سوف يبقى المسرح متوهجاً حتى حزيران القادم؟

إقرأ ايضًا