نطلعكم اليوم على المفهوم الأساسي لاقتراح إعادة إعمار برج بيريوس في اليونان بقلم معماريي Arhiidea القادمين من لاتفيا بالتزامن مع مسابقة برج بيريوس لعام 2010، فقد كان الغرض من وراء هذا التصميم جعل المساحات الخاصة عمومية إلى حدٍ ما وفتح المبنى على المدينة وسكانها، وبالتالي فتح المجال أمام العديد من الاستخدامات.
وبكلماتٍ مختصرة أكثر لقد كانت النية إعادة النظر في طبيعة البرج سواءً بوظيفته أو حتى بصورته فضلاً عن الهدف الرئيسي للمشروع، ألا وهو انخراط المبنى في السياق العمراني على نطاقٍ أوسع، حيث نلاحظ العديد من الأماكن العامة في كثيرٍ من جوانب التصميم مما ساهم في تنشيط المساحة الخاصة.
وخير مثال الطابق الأرضي الذي تم تعديله ليشمل مساحاتٍ عامة أكثر تنوعاً ليصبح كامتدادٍ لشارعي Akti Poseidonos و Dimostheneus فقد استفاد معماريو Arhiidea من وقوع حافة البرج في وسط المدينة، وفتحوا بذلك الطابق الأرضي على الشارع لتغيب الحدود وتتسع المساحة بشكلٍ واضح.
كما وتظهر عملية تحويل المساحات الخاصة إلى مساحاتٍ أكثر عمومية جلياً بالنظر إلى كتلة المبنى المقطعة، والتي أتاحت وجود العديد من تراسات المشاهدة العمومية، بالإضافة إلى بعض المطاعم والمقاهي.
ونصل إلى واجهة البرج، فقد كان الهدف وراء تصميمها خلق صورةٍ مؤثرة بالنسبة للمبنى والمدينة على حدٍ سواء عند القدوم إليه من جهة البحر، فقد تم تنفيذ الواجهة الزجاجية من ألواح زجاجية مائلة قليلاً، الأمر الذي يفسح المجال أمام العديد من الظلال بفعل الانعكاسات على السطح.
وقبل الختام تجدر بنا الإشارة إلى أن مخطط الواجهة لم يكن أمراً عبثياً على الإطلاق، بل كانت إشارة واضحة إلى تاريخ بيريوس العريق الذي يعود إلى القرن الأول أو الثاني، وتخليداً لنقش الأسد الحجري الذي تعرض للنهب في العام 1687 قبل أن تتم إعادته إلى البندقية، حيث تكشف الواجهة مرةً أخرى عن الرموز المحلية التاريخية لمنطقة ميناء بيريوس على نحوٍ غير مسبوق من خلال ربط المبنى القديم بالرمز الحديث.