عندما يأتي العالم الخارجي بالداء تكون العمارة هي الدواء

9

تنتشر مراكز الخدمات الاجتماعية مؤخراً في إسبانيا على نحوٍ كبير، ولكن عادةً ما يأخذ المعماريون وقتهم في تصميم هذه النوعية من المراكز، إذ يتعدى الأمر تأمين مساحاتٍ إدارية والسلام، ليتجاوزها للتركيز على الرعاية النفسية. ففي مثل هذه المساحات تلتقي الأسئلة والإجابات، وهنا توجد المشاكل ويتم البحث عن الحلول، وبناءً عليه تحتضن مثل هذه المراكز نطاقاً واسعاً ومتنوعاً من الخدمات تتصف جميعها بامتلاكها لمسة من عدم الاستقرار والتوازن.

ومن هنا قرر معماريو المشروع أن يعطوا إحساساً صادقاً للمبنى من خلال المواد المسخدمة والتصميم الفعال؛ إذ ركزوا على إعطاء المركز نفساً من الحياة وإبقائه في الداخل، ولكن دون حصر هذا النفس على وظائف محددة، بما أن ذلك قد يعطي التصميم إحساساً بالانفصال عن العالم الخارجي… الذي جاء بالداء من قبل وهاهو الآن يأتي بالدواء.

وهكذا كان على فريق أنتونيو بلانكو مونتيرو التمحيص والبحث قبيل اختيار المواد ليندمج المركز بمساحة 720 م2، وبالحديث عن تفاصيل التصميم كان لابد من مراعاة حدود التخطيط العمراني أثناء تصميم مركز سيفيليا للخدمات الاحتماعية فيما يتعلق بارتفاع البناء والمساحة، وكانت النتيجة أن تم تقسيم النهاية شبه الدائرية للكتلة مع إعطاء المشروع نفحةً من الوضوح والمباشرة، حيث تم الهروب من فخ النمط التقليدي لبناء الواجهة، إذ تم تطويقها بسياجٍ مخططٍ أشبه بالقفص، ولكن دون أن يعطي ذلك إحساساً بالعزلة والانفصال عن الخارج.

من جهةٍ أخرى يقودنا ممر الوصول الموجود في الطابق المتوسط إلى ردهةٍ تربط الطوابق الثلاثة، وتعتبر هذه الردهة النقطة الأبرز في التصميم، حيث تدعو الناظر إلى تمييز المبنى من النظرة الأولى، وبالتالي تعطي شعوراً بالترحيب لكل زوار المركز. ومع الأخذ بعين الاعتبار بعض الإجراءات المتعلقة بالخصوصية، تم وضع الخدمات عند مستوى الدخول الأوسط، في الوقت الذي تم فيه تقليل الفلترات أو المرشحات التي تحدد هذه الخدمات المفردة.

وأخيراً فقد ساعد تداخل الأنشطة والعلاقات والتجاور البصري المستمر للممرات على فهم خطة المركز التحفيزية المتمثّلة في التطلع إلى ضخ نفسٍ جديد من التفاؤل.

إقرأ ايضًا