مساهمة الطبيعة بالعلاج في مشفى في اليابان

7

كان قسم التوليد وأمراض النساء في مشفى Inada باليابان منذ إنشائه قبل 50 سنةٍ مساهماً وقائماً على الرعاية الصحية في البلد، إذ يعتبر هذا المشروع إمتداداً لخطةٍ بنيت بغرض التكيف مع واقع زيادة عدد كبار السن في المجتمع مع إنخفاض في معدلات الولادة.

 ويقع مبنى المشفى قرب محطةٍ للخطوط المحلية في الضواحي الجنوبية الشرقية لمدينة Wakayama. ويبدوهذا المبنى من ناحية الشكل ضيق وطويل من الشمال إلى الجنوب، ليأخذ بذلك شكل L مشوهة. ويضم الجانب الشمالي للموقع طريقاً للسكة الحديدية، أما من الشرق فيضم المبنى طريقاً على شكل قوسٍ ضيقٍ ومزدحم، ويحيط بالجهة الغربية أيضاً.

وتضيء أشعة الشمس الجهة الغربية للمبنى كونه طويلٌ للغاية وممتد من الشرق إلى الغرب. لذا تمت مراعاة إلحاق المباني الإضافية بالمبنى الرئيسي لإكمال شكل L. حيث تمتد غرف الإستشارة لقسمي التوليد وأمراض النساء على طول المبنى.

أما غرف الإنتظار فمحاطةٌ بجدرانٍ زجاجيةٍ، وتقع في القسم النصف دائري المطلّ على الطريق المقوّس. وقد تمت مراعاة فكرة توفير الراحة والإستراخاء في غرف الإنتظار لتتوائم مع ساعات الإنتظار الطويلة، ولهذا كانت أكثر ارتفاعاً من بقية الغرف عن مستوى الشارع، وممتدة من بداية الرواق عند المدخل الرئيسي وحتى النهاية الشمالية للمبنى.

هذا بالإضافة إلى توفير مجالٍ من الخصوصية في ردهات الإنتظار بزرع خطٍ من الأشجار تحجب المارين في الخارج عن رؤية داخل الواجهات الزجاجية للمشفى. وتوفر هذه الإشجار بالإضافة لتخفيف حدة الشمس، حمايةً للبيئة الداخلية للمشفى. حيث يمكن للمرضى الجلوس في غرف الإنتظار هذه أمام منظر الأشجار مع أشعة شمسٍ خفيفةٍ ولطيفةٍ تلامس وجوههم، لتساعد مثل هذه الأجواء الهادئة والأماكن الواسعة على إعطاء المرضى شعوراً بالإرتياح والإسترخاء قبل الدخول إلى غرف المعالجة.

أما عن جناح الأمومة فيتألف من 16 غرفةٍ خاصةٍ في الطابقين الثاني والثالث، ليتصل الطابق الثاني بغرف الممرضات والحاضنات وغرف الرضاعة بالإضافة إلى غرف الولادة. وبهذا نجده قسماً متكاملاً محجوباً عن ضجيج الخارج ومحمياً من أشعة الشمس القوية في الأقسام الغربية. وبهذا لا نجد أية إعاقةٍ أمام المراحل المتعاقبة بعد إنجاب الطفل مثل حضانته وإرضاعه والعناية به.

وتغطي الغرف الخاصة في القسم الغربي مظلاتٍ إسمنتيةٍ تقيها من حرارة الشمس، وتنفرج كل مظلتين عن شرفةٍ يوجد فيها مخرجاً للطوارئ. كما تسمح النوافذ بتهوية الغرف بنسيمٍ عليل، وتأمين إضاءاتٍ مختلفةٍ على طول النهار.

وأكثر ما يخلق أجواءً حميميةً في الغرف هو تمازج الأضواء الداخلة عبر النوافذ مع ألوان الجدران والأسقف وتناغمها مع الأرضيات الخشبية. لتبارك الشمس حجرات الولادة الجنوبية بإطلالةٍ يوميةٍ خفيفةٍ تشبه بركة الولادة الجديدة.

ثم وبحلول الظلام، تبدأ الإضاءة المبهمة بالتلاشي بالتدريج سامحةً للنجوم اللامعة بتعزيز فكرة الولادة الجديدة. ويحيط الممر الممتد من الشمال إلى الجنوب بالشرفة الكبيرة المفعمة بالشجيرات ومناظر الخضرة، ليعطي اتساعاً لكل الحجرات على صفه، ويوفر منظراً خلاباً يجمع الطبيعة بالنور.

وفي النهاية يبدو أن تصميم هذا المبنى من الداخل والخارج يحاول تأكيد فكرة إظهار أوجه الجمال المختلفة والمتغيرة دقيقةً تلو الأخرى، محاكياً بذلك تدرج خطوات أي إنسانٍ خطوةً بخطوة، مع محاكاة تغير الفصول وحركة الشمس.

إقرأ ايضًا