قنبلة أخرى ولكن “من” هيروشيما هذه المرة..فهذا المنزل المميز من الاسمنت المسلح بالكامل، هو خلاصة جهود المعماريين اليابانيين في شركة Suppose Design Office، حيث يدعى مشروعهم الإبداعي House in Koamicho.
يقع المنزل المعني في هيروشيما بالطبع..ولكنه يتحدى المقاييس العمرانية العالمية، ففي هذا المنزل المؤلف من طابقين سكنيين في قطعة أرضٍ طويلةٍ وضيقة، يستطيع السكان التحرك بحريةٍ بين الغرف من خلال ساحاته الخارجية المغلقة.
فقد حاول المصممون التخلص من مشكلة ضيق المساحة وعملوا جاهدين على جعلها مفتوحة، وذلك عن طريق بناء جدرانٍ بين الغرف العديدة.
وأكثر من ذلك، ففي داخل هذا المنزل تتساوى كفة الغرف مع الحدائق، فقد عمل معماريو Suppose Design Office على خلق مساحاتٍ تشبه إلى حد بعيد الخارج، وأطلقوا عليها اسم غرف الحدائق “garden rooms”.
حيث تمت زراعة المساحات الزجاجية بين الغرف بالأشجار الصغيرة على نحوٍ يخفف من تعاقب الغرف، ويقدم لنا أيضاَ في نفس الوقت لمحةً عن الخارج.
وبينما تقع غرف النوم بالإضافة إلى المطبخ في الطابق الأرضي، تحتل غرف الطعام والمعيشة الطابق الأول.
وفي الوقت الذي تراود أذهان العديد منا أسئلةٌ عن كيفية التفريق بين الداخل والخارج، وماهية الأسباب التي تجعلنا نفرق بين المساحات المفتوحة والضيقة؟ فإن هذا المنزل وبكل صدقٍ يجيب عن كل تلك الأسئلة..إنه يعرف لنا شروط المكان.
فعند انتقالنا من غرفة ٍ إلى أخرى، نحظى باختبار تجربة تعاقب الداخل والخارج، لتصبح في النهاية كل غرفةٍ في المنزل ترتبط والخارج، فقد استطاع مصممو هذا المنزل الانتصار على كافة الشروحات التقليدية للعلاقة بين الداخل والخارج، من خلال ابتكارهم رؤيةً جديدةً للمكان والموقع بشكلٍ عام.