مدرسة ووشي الإبتدائية في الصين؛ بعد 100 سنة

9

قررت إدارة مدرسة ووشي؛ التي يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 100 سنة، الانتقال إلى مدرسة أخرى في ضواحي مدينة ووشي نظراً لتزايد عدد الطلاب المسجلين لديها، وترك الموقع التاريخي لمدرسة إبتدائية تابعة لها، وبذلك سوف تكون الفرصة سانحة أمام طلاب المدرسة الصغار النمو في واحدٍ من أكثر المواقع قدماً في الصين.

في المقابل كان لابد من إعادة تجديد المدرسة القديمة، مما استدعى البحث عن فريق معماري مناسب لهذه المهمة، ولم يكن هناك أجدر من فريق XÜK، حسب زعم الإدارة، فقد نجح هذا الفريق دوناً عن غيره، بالتعاون مع كلية Tongji للتصميم والبحث المعماري، بتأمين مجموعة من المرافق المتطورة، فضلاً عن 36 صف جديد، تضم فيما تضم، ملعب كرة سلة مغلق وقاعة محاضرات تستوعب أكثر من 300 طالب وطالبة.

ولكن المسألة لم تكن مجرد تأمين مرافق متطورة وحسب، لقد كان على فريق XÜK التفكير ملياً بكيفية قولبة الموقع التاريخي من جديد مع الحفاظ على حميمية الأجواء القديمة، ولم يكن هناك من حلٍ سوى القيام بتحليلٍ دقيق للموقع، وبعيد ذلك، رسى أعضاء الفريق على قرار تقسيم الموقع إلى قسمين.

حيث تم اختيار الجزء الشمالي ليحتضن الجزء التاريخي من الموقع، وهو عبارة عن حديقة صينية قديمة تضم برج الجرس القديم وقاعة العلوم القديمة، إلى جانب المبنى التعليمي من أربعة طوابق، والذي يعود إلى فترة الثمانينات، فقد ارتأت إدارة ووشي الحفاظ على هذا المبنى وتحويله إلى مكاتب إدارية تابعة للمدرسة.

بينما سيتم تعديل الجزء الجنوبي إلى حدٍ كبير، باستثناء الملعب وصف من أربعة أشجار قديمة على طول الملعب، وعلى الرغم من أن هذين العنصرين يبدوان للوهلة الأولى قيود إضافية على التصميم، إلا أنهما شكلا في وقتٍ لاحق مصدر إلهام خلال عملية التصميم.

أما ما بين هذين الجزأين، فقد تم إحداث مدخل المدرسة على شكل شارع ذي مناظر خلابة، ومن ثم تم إدراج قاعة الإستماع بعناية في مدخل هذا “الشارع”، كما يتم عادةً إدراج آخر قطعة في اللغز، بُعيد اختيار المدخل، تم تقسيم المساحة إلى ساحتين متداخلتين؛ بحيث تخدم الساحة العريضة بمثابة ساحة المدخل تحدها قاعة الإستماع والمبنى التعليمي الجديد، في حين تخدم الساحة الأضيق بمثابة المحور الرئيس للمدرسة، ويحد هذه الساحة، بغض النظر عن مدخل قاعة الإستماع المزجج، برج الجرس.

ولكن هذا المدخل، ليس بالمدخل الوحيد للمدرسة، فقد تم إحداث مدخل آخر فرعي في الجزء الشرقي من الموقع يخدم بمثابة مدخل لوجستي لمطعم الطلاب وأيضاً كمدخل رئيس للسيارات، حيث يقع موقف السيارات تحت المطعم مباشرة، مما يوفر سهولة الوصول من خارج الموقع.

فقد ركز فريق XÜK على تشجيع خطة العمل المشترك ما بين المدرسة والمساحات الخارجية، وبالتحديد في الجزء الجنوبي، حيث تقع الصفوف المدرسية والمختبرات الطلابية، فضلاً عن المطاعم وملعب كرة السلة المغلق، وقام برصف هذا الجزء على طول ممر من أربعة طوابق؛ يقع بجوار صف الأشجار القديمة، ويسترعينا حيال هذا الممر قيام الفريق بمحاكاة هندسة جذوع الأشجار، مما أكسب الكتلة الداعمة للممر شكلاً متعرجاً يمتد نحو الخارج.

بالوصول إلى الخارج، نلاحظ بأن سقف المبنى مغطى بالكامل بألواحٍ من نفس الحجم والشكل، ولكن هذه الألواح لا توفر فقط الحماية للصفوف المدرسية والممر الرئيس، بقدر ما تضيف ناحية جمالية على التصميم، وينطبق الأمر ذاته على الشرفات، فقد تمت إمالة واجهة كل صف 12 درجة، مما أدى إلى ظهور شرفة صغيرة على جانب واحد تم استغلالها فيما بعد لتستوعب مكيفات الهواء، وكنتيجة ازدادت سماكة الجدار الخارجي والنافذة.

إقرأ ايضًا