الشفافية سر الوصفة المعمارية الناجحة

7

إذا كنت من محبي المعجنات والكعك فتأكد بأن لعابك سيسيل إلى ما لا نهاية بعد قراءة هذا الخبر، فهات قلماً وورقة وابدأ بتسجيل مكونات وصفة اليوم من متجر Nadège الشهير في كندا…

إنها وصفة معمارية من الطراز الأول معدّة بأيادٍ خبيرة وبجودةٍ عالية، وكيف لا وقد استلم المهمة فريق nkA المعماري الذي برع كعادته في الهندسة الداخلية للمتجر، فقد أراد أن يعكس تصميمه الديناميكية التي تميز Nadège عن بقية المتاجر المختصة ببيع المعجنات والكعك المنتشرة في المدينة، فكل شيءٍ هناك مفتوحٌ على الآخر… المطبخ والمعجنات وأماكن الجلوس… إنها حقاً علاقة حميمة أسست لها عمارةٌ ذكية.

يغطي المتجر الطويل والضيق والبالغ مساحة 2,600 قدم تربيعي سقفٌ واحدٌ فقط يمتد من شارع الملكة إلى عمق المطبخ، ويعزز من هذه العلاقة الحميمة أيضاً الخطوط الواضحة لطاولة الطعام البيضاء، بالإضافة إلى الجدار العائم والرفوف التي تقف على نقيض الكسوة الرمادية للكتلة الداخلية، التي تضفي من جهتها على المكان جواً شبيهاً بأجواء الكهوف.

أما وفي قلب هذه العناصر المتداخلة تبرز طاولة عرض المعجنات البيضاء الشبيهة بطاولات العرض في المعارض الفنية بطول عشرين قدماً، مما يجعل الزبائن في قلب الحدث تماماً وسط الروائح والأصوات والمشاهد القادمة من المطبخ المفتوح والحديقة المجاورة والشارع المحموم، وطبعاً بين بقية الزبائن.

ومن الجدير ذكره بأن مالكي المتجر قد تعهدوا بناءه بأنفسهم للسيطرة على التكاليف ما أمكن، وبذلك فإن كافة تفاصيل البناء كانت تخضع قبل تنفيذها إلى دراسةٍ وتمحيص في أمور التكلفة وما شابه، مما جعل مهمة المعماريين أكثر يسراً وسهولة من غيرها، فلم يكن هنالك حاجة للقلق حيال الأمور المادية، بل كانت بعض التدخلات المعمارية تفي بالغرض.

حيث اقتصر الأمر على إقحام عنصريي الشفافية والانسيابية داخل المساحة ليصل فريق nkA إلى مبتغاه، وذلك باستخدام العناصر الطولانية، التي ساهمت بربط الشارع مع المطبخ المفتوح مباشرةً، دون أية حواجز عدا طاولة العرض والتركيز فقط على المنتجات.

ولكن ذلك لم يمنع من إلقاء بعض السحر على المكان، وهو ما عزا بفريق العمل الحفاظ على الأرضية الخشبية القديمة، التي أضفت الدفء على الخطوط البيضاء الباردة ولكن النشطة في الوقت نفسه.

إذ أراد مالكو Nadège تفاصيل سلسة وتشطيبات محايدة وواضحة ولا شيء غير ذلك، لتسليط الضوء كله على المنتج والزبون، ولكن هذا لا يقلل على الإطلاق من سحر العمارة وجاذبية التفاصيل، التي حولت المتجر من متجرٍ لبيع الحلويات إلى معلمٍ عمراني بكل جدارة… حيث يجلس الزبون في المطبخ، بينما يتنحى الطاهي إلى صفوف العامة… فقد قالت الشفافية كلمتها في النهاية!

إقرأ ايضًا