غلطة الشاطر بألف!

2

لاحظ فريق توني أوين بأن ردهات مجمع دارلينغ آيلاند في سيدني، لم تعد لترقى إلى مستوى بقية أجزاء المجمع الراقية، فقد انتهى الفريق الاسترالي من تنفيذ المجمع في العام 2004 على إحدى الجزر الواقعة في الجهة الغربية من ميناء دارلينغ، ولكن فاته في ذلك الحين تطوير الردهات، على الرغم من أن تلك الأخيرة تحظى بموقع استراتيجي مطل على الميناء والمدينة.

وهاهو اليوم يعود من جديد إلى المجمع ليعيد الردهات إلى حظيرة المجمع من الشقق الراقية، فقد كشف فريق توني أوين منذ أكثر من ستة سنوات عن تصميم مبتكر من الناحية الهندسية والبيئية قلّ نظيره في سيدني، ولكن كما يقال “غلطة الشاطر بألف”، فقد أثبتت ردهات المجمع عدم جدواها مع مرور الوقت، الأمر الذي أثار مخاوف الفريق حيال تأثير تلك الردهات سلباً على التصميم من جهة وسمعة الشركة من جهة أخرى.

ولم يكن هناك من خيار، بحكم الميزانية المنخفضة التي رصدتها إدارة المجمع، سوى البحث عن مواد رخيصة ولكن فعالة، وهو ما يشرح لنا اختيار الحجر والرخام، فقد استطاعت هذه المواد على الرغم من أنها مواد تقليدية رخيصة “نسبياً”، بأن تضفي على تصميم الردهات فخامة ما بعدها فخامة وخاصة مع تضمين بعض المرايا البرونزية هنا وهناك.

فللوهلة الأولى، سوف يشعر زوار المجمع بأنهم داخل فندق أو بوتيك، ولن يتورعوا عن إطلاق صيحات الإعجاب كلما مضوا قدماً، وخاصةً بالنظر إلى الأعلى، فقد قام فريق توني أوين بتنفيذ تركيبة ضوئية في كل ردهة على شكل قنديل بحر بطول خمسة أمتار، تكشف عند إضاءة مخفية غاية في الفخامة.

وقد تم التوصل إلى شكل هذه التركيبة الغريب عن طريق استخدام برنامج رينو الهندسي، في حين استلمت شركة Yellow Goat؛ المتخصصة بتصميم تركيبات الإضاءة المميزة، تصميم إضاءة القناديل، ومن الملفت أيضاً حيال تصميم الردهات الجديد، وضع حواجز مقطوعة باستخدام أشعة الليزر عند مدخل كل ردهة.

يُذكر أن الفنان Gary Dermeidjian هو من قام بتصميم التركيبة بوحي من الثروات البحرية الموجودة أصلاً في الموقع، بدورها قامت شركة Join Constructions بعملية التركيب، فلم يتوانى Dermeidjian وغيره من الأسماء المشاركة بتقديم المساعدة لفريق توني أوين، إيماناً من هؤلاء بأهمية الردهات في إثراء التصميم.

فهي أول شيء يصادف الناس في المبنى… إنها عنوان ذاك المبنى إن صح التعبير، فكيف إذاً بردهات واحد من أهم المجمعات السكنية في سيدني.

إقرأ ايضًا