مطعم Spectacles Jeux على أنقاض حريقٍ مدمر

9

تعمل شركة Malcotti Roussey Architectes بمشروع بناء مطعم وكازينو Spectacles Jeux Restaurant على أرض Salins-les-Bains بفرنسا التي بقيت مهجورةً ومدمرةً لفترةٍ طويلة، حيث وفي موجة الإصلاحات العارمة والجارفة للمنطقة تم تجديد المتحف الذي يقبع هناك مع تحديثه وترميمه مؤخراً.

وكانت المنطقة قد تعرضت لحريقٍ كبير في آذار 2007 في مبنىً يُدعى « pardessus ». وكان يضم مطعماً ومدرجاً وغرفة قمار. ولكن تم النظر للحادثة على أنها فرصةٌ لتحديث المكان للأفضل، ولزيادة التناغم بين الأبنية القديمة الموروثة والمتحف، وذلك رغبةً من مجلس بلدية المدينة بالحفاظ على أبنيةٍ جذابةٍ في مركزها في سبيل تطوير المدينة.

ويضم مخطط المشروع الجديد فكرة بناء مطعمٍ ومدرجٍ يتسع لمئتي شخص، بالإضافة لغرفة مقامرةٍ بمساحة 430 متراً مربعاً دوناً عن مجموعة مرافقٍ أساسيةٍ ومكملةٍ تتصل بالأبنية.

ويمكن مضاعفة عمرانية المشروع كالتالي:

• تم اعتبار خطة إنشاء المشروع وتبنيها أثناء المنافسة التي أقيمت لأجل المتحف، والسبب هو عدم منطقية وجود كل هذه المساحات الفارغة حوله، لذا كان لابد لمشروع تحديثه وترميمه أن يشمل نظرةً لعمرانية المنطقة المحيطة. وكانت الفكرة الرئيسية إيجاد مخططٍ لمشروعٍ يستحق مساحة 1200 مربع ويمكن إنشاءه في هذه المنطقة.

• والفكرة الثانية تتمثل في كيفية ملائمة مشروعين متناقضين في مكانٍ واحد؛ فالمتحف والكازينو سيقبعان معاً في نفس المساحة. وهكذا كان لابد من توحيد موقفين معماريين معاً، بحيث لايبدو التدخل المعماري في المتحف واضحاً بينما يظهر بجلاء في الكازينو.

فيما يخص الاتحاد مع الموقع التراثي، نجد أن مصممي المشروع يحاولون الحفاظ على روح المكان بالإبقاء على بعض سمات وميزات المكان كما خلفتها آثار دمار الحرب العالمية الثانية كالدعامات التي على طول النهر ومعابر طولية طويلة وبعض المعارض المسقوفة.

حتى الجدار القديم خلف المبنى والذي يمتد قليلاً على طول النهر، والجدار الآخر الذي يقع عند الحدود الشمالية لموقع سيتم الحفاظ عليهما وترميمهما ليظهرا تاريخ المنطقة بوضوحٍ ويعبران عن تاريخ saline القديم.

أما من وجهة نظرٍ معماريةٍ، فيمكن جمع المبنيين المتناقضين بكسوةٍ خارجيةٍ مزدوجة. وقد تم تنفيذ خيار معاملة الكسوة الخارجية بنفس الطريقة بأن تم إكساء المباني بالفولاذ الصلب الذي يعطي تلميحاً للأجواء الصناعية للموقع وللحفاظ على أسلوب العمارة المعاصر الموّحد. أما في الخلفية، فنجد الجدار الأمامي الثاني يبدو أكثر غنىً وفخامة، وأكثر توائماً وتكيفاً مع مخطط المشروع.

وتبدو المساحة بين هذين الهيكلين الخارجيين فسيحةً فتمنح المباني بعض العمق، وتخلق مساحةً للعامة للمشي فتربط المبنيين ببعضهما وبالمدينة. وسيمتد هذا الممشى لاحقاً باتجاه مبنى البلدية في الجهة الشمالية وباتجاه المتحف في الجهة الجنوبية.

وأخيراً نجد أن الطابق الأرضي قد تم رفعه بقدر 31 بوصة عن الأرض احتراماً للتعليمات المفروضة حال الفيضانات، ولخلق نوعٍ من الرفعة لقراءةٍ أوضح للمباني المعاصرة وسط موقعٍ تاريخيٍّ قديم.

وهكذا فقد تم تحويل الدمار في هذه البقعة الجميلة وسط ربوع الطبيعة إلى مكانٍ يضم مرافق معاصرة، ولكن بطابعٍ تاريخي مع الحفاظ على تلميحاتٍ صغيرةٍ تُذكر بتاريخ المكان.

إقرأ ايضًا