من دار للعبادة إلى مطعم!

5

قد تكون مشاريع التطوير مجحفةُ بعض الأحيان، ولا نقصد هنا معاداة التطور والتجديد، ولكن على الأقل على هذه المشاريع أن تحترم خصوصية الموقع وتاريخه، فمطعم سانتا مارتا في إيطاليا، على سبيل المثال كان عبارة عن كنيسةٍ أثرية تعود إلى القرن الثامن عشر قبل أن يتم تجديده على أيدي معماريي Studio Kuadra.

وفي تفاصيل عملية الترميم تمت الاستفادة بشكلٍ كامل من كل طوابق الكنيسة الثلاثة، حيث تم قلب الطابق الأرضي الممتد على 110 م2 شأنه شأن بقية الطوابق التي تتطابقه في مساحتها، والذي كان منفصلاً عن الكنيسة في الأعلى على شكل مخزنٍ ليصبح مدخل المطعم وليضم حانة ومطبخ ودورات مياه، بينما تم تحويل الطابق الأول، والذي كان يضم الكنيسة القديمة إلى قاعة الطعام الرئيسية لتطل هذه القاعة بدورها على معرضٍ داخلي، مما أسهم في تسليط الضوء على السقف المقبب ذي الارتفاع المزدوج من المبنى الأثري.

وبالحديث عن المعرض الداخلي، نلاحظ أنه قد تم تأطيره بإطارٍ فولاذي، بينما تم رصف الأرضية بكسوةٍ خشبية. وفي المقابل وللحفاظ على روح الكنيسة القديمة قام فريق العمل بإصلاح الجدران القديمة ليتمكن الزوار من مشاهدة غرفة الطعام من هذه البقعة عبر نافذتين اثنتين تمتدان على شكل شرفاتٍ صغيرة.

أما وبغرض إضفاء مسحة عصرية على جسد الكنيسة القديم تم تنفيذ درابزين مصنوع بالكامل من الزجاج تم تثبيته مع الأرضية، في حين تم تنفيذ الأدراج وكتلة المعرض باستخدام المعدن المطلي بالأبيض، وأخيراً وليس آخراً نلاحظ بأن كافة الأرضيات قد تم رصفها بأخشاب wengè الإستوائية جنباً إلى جنب مع الطاولات.

ويسترعينا عند التجوال داخل المطعم شكل الأدراج وإطارات المعرض، حيث نراها تتدخل في التصميم كأنها تكملةٌ لأثاثه، مثل طاولة البار وحمالة زجاجات النبيذ وكتلة الطاولة، حيث تم إكساؤها جميعاً بأشرطة معدنية مطلية باللون الأبيض.

كانت هذه الخطوط الميزة الأبرز في التصميم الذي يمكن وصفه بأنه من الحد الأدنى، دون أن ننسى النقشة النباتية التي تبرز كعنصرٍ ديكوريٍ وحيد في قاعة الطعام، حيث نرى هذه الخطوط البيضاء على شكل رفوفٍ لزجاجات النبيذ أو زخرفةٍ على الجدار الزجاجي… لنعود ونشاهد الزخرفة النباتية تمتد إلى شعار المطعم.

إقرأ ايضًا