متحف في طوكيو يعتمد في تصميمه على الأساطير اليابانية!

7

يعرض متحف Genji Paper Sculpture الجديد في مدينة طوكيو النقوش الورقية اليابانية ومنحوتات الفنان Kiyoharu Uchiumi الذي أعاد إحياء بعض المشاهد من حكايات Genji الشهيرة المكتوبة باللغة اليابانية والمصنفة بين أقدم الروايات في تاريخ البشرية، والتي تعد تحفةً أدبيةً من تحف الكاتبة والشاعرة اليابانية Murasaki Shikibu في العصر الأخير من التاريخ الياباني القديم الممتد بين 794 و 1185، وهو ما يُعرَف بالعصر الهاييني.

وقد كان هدف السيد Kiyoharu Uchiumi جعل الزوار يدركون أعماله بحواسهم الخمسة كاملةً. أما عنصري الإضاءة والموسيقى فهما عاملان مكمّلان يسمحان بالتعبير الكامل عن أعمال الفنان، فضلاً عن أن قاعة العرض كلها هي عبارة عن منصة عرضٍ كبيرةٍ يمشي المتفرجون عبرها، ويستمتعون بالمشاهد الفردية على المنصة.

 وقد تم إنتاج الصور النصف مرئية المعروضة في Genji باستخدام أقسام شبه شفافة تعيد خلق الجو العام السائد في المحكمة الامبراطورية.

أما عن صنع هذه الأقسام فقد تم من صفائح زجاجية رقيقة مع مجموعةٍ من رقائق الستاليستيل الرفيعة المدخلة بينها من أجل إضفاء لمسةٍ خياليةٍ على أعمال الفنان.

كما تم استخدام مواد أرق وأكثر حساسية من المواد المستخدمة عادةً في مجال الهندسة العمرانية، وذلك من أجل تحقيق التوازن مع أعمال الفنان.

 أما عن عملية اختيار المواد فقد تمت من خلال تجريب الكثير من المواد الصناعية المنسوجة التي تمتلك هيكلاً مشابهاً للورق الياباني المصنوع من أخشاب النباتات، ليقع الاختيار أخيراً على رقاقةٍ رفيعةٍ من الستاليستيل. كما امتلكت صفائح الزجاج الرقيقة ورقائق الستاليستيل البراقة نفس التأثير المرغوب به أن يكون سائداً في قاعة العرض والواجهة الأمامية، لتعبر بذلك هذه الرقائق الزجاجية المميزة عن غموض أعمال الفنان وجماليتها.

وضمن هذا الجو العام الممتاز بالغموض هناك أيضاً تأثيران متعاكسين واضحين في المتحف، أحدهما قادم من الصورة المصغرة المرئية عبر رقائق الستاليستيل والآخر من الانعكاس المتزايد على السطوح الزجاجية.

و الغريب أنه من خلال تركيز الإضاءة على المعروضات وتقليل النور العام في القاعة تتداخل الحدود بين الصور الحقيقية والصور الافتراضية، ثم تمتزج لتمنحك إحساساً غريباً بأنك عائم على سطح الماء، لأن الصورة المرئية عبر الزجاج تتغير مع الوقت ومع تغير وضع العرض.

 وقد جاءت هذه الفكرة المميزة من القصة المسرودة في الرواية القديمة التي تقول بأن  Genji -الأمير الامبراطوري – راقب السيدات في المحكمة الامبراطورية من خلال ستائر من الخيزران لدرجة أن النظرات الخاطفة على سيدات المحكمة قد ساهمت في تقوية حواسه الخمسة وخياله بطرقٍ لم يكن يمكن أن تحدث أبداً من خلال النظر المباشر.

وبهذا الشكل تم لاحقاً استخدام الأجزاء الحديثة الشبه شفافة في المنازل، ومن ثم أصبحت الحدود الشفافة أمراً أساسياً في تجديد الثقافة اليابانية القديمة وفن الهندسة العمرانية.

 

 

إقرأ ايضًا